لكن، فتقطفن لأول مرة في حياتكن أول ثمرة شهية من أولياء مخلصين؟!)
- (ويلاه! يا لسوء حظوظنا، ويا لشؤم منقلبنا؛ لقد رضينا بالقسمة الضيزى إذ تقسّم الآلهة الشعائر في أول الأزل، ورضينا بهذا المأوى المظلم الدجوجي في أعماق السفل، ورضينا بسخط الناس ومقت الأرباب لما اضطلعنا به من تعذيب المجرمين وأخذ الآثمين بآثامهم. . . أفما كان بحسبنا كل أولئك حتى تجردنا صغار الآلهة حتى من هذا الحق الهضيم!! ويلاه! أدركنا يا أمنا الأرض! الغوث الغوث يا آلهة الظلمة. . .!)
وتلحظ مينرفا أن تهديدها قد فل من غرب ربات الذعر، فقللن من غلوائهن، وخففن من خيلائهن، فرأت أن تلين معهن، وذلك من حسن سياسة ربة الحكمة:
- (أنا لم أمتهن بحال ربة الأرض، مولاتكن المقدسة، ولم أمتهن كذلك آلهة الظلام، فهم جميعاً أكبر مني سنا، وأكثر تجربة، ولكني والحمد لأبي سيد الأولمب، قد رزقت من الحكمة والحصافة قدراً أتيه به على جميع الآلهة، وأفاخر به كل الأرباب. على أنني أعرض عليكن أن تقمن معي في هذا المعبد المبارك راضيات، تتقبلن صلوات الشعب وأضحياته، على أن توقينه غضبكن، وتجنبنه أرزاءكن، وحسبكن أن تقاسمنني ما هو حق خالص لي)
- (نقاسمك؟! وأي نصيب يخلص لنا في معبدك يا مينرفا؟)
- (نصيب لا يصيبكن فيه غضب من الناس ولا من الآلهة، فلا تأبينه!)
- (أفإن قبلنا غرضك. أفتكون لنا حقوق ثمة؟)
- (حقوق وأي حقوق! لن تكون سعادة في بيت إلا بمشيئتكن!)
- (وهل تضمنين لنا هذا؟)
- بحيث تباركن عبادكن يا ربات، فلا تنزلن بهم رزاياكن؟!)
- (وتؤكدين لنا هذا الحق طوال الأبد؟)
- ولماذا أعد، وأنا في الحالين لن أخسر شيئاً؟)
- (قديرة يا مينرفا! لقد أسكنت غضبنا!)
- (أقمن معي إذن، واكسبن محبة شعبي!)
- (وهل لنا أن نتغنى أناشيدنا هنا؟ (وأنتم تمقتونها يا آلهة؟!))