هو أنطونياذس، بالذال لا بالدال، في النطق اليوناني، ونحن ننطقه بالدال على أسلوبنا في المراوحة بين هذين الحرفين، كما نقول: دا، في مكان ذا، وكما نقول: دي، في مكان ذي، وكما نقول: خد، في مكان خذ. . . وكان ذلك لأن الدال أخف في النطق من الذال، لا تحوجنا إلى بروز اللسان بين الأسنان.
أترك هذه الفائدة اللغوية لأواجه الموضوع فأقول:
كانت أيام الصيف الماضي أيام أعياد لقصر أنطونياذس، فقد ورد اسمه مرات ومرات في الجرائد المصرية والسورية والحجازية والعراقية، إلى آخر ما هنالك من الجرائد التي تصدر باللسان العربي، ثم ورد اسمه أيضاً مرات ومرات قي الجرائد التي تصدر بالفرنسية والإنجليزية والألمانية والإيطالية واليابانية والصينية، إلى آخر ما هنالك من الألسنة التي يهتم أصحابها بالمشكلات الدولية
ونحن نعرف الأسباب التي جعلت لقصر أنطونياذس هذه المنزلة التاريخية، فقد كان المكان المختار لمشاورات الوحدة العربية، المشاورات التي اشترك فيها رجال يمثلون العراق والشام والحجاز. . . ولو تمهلت الحوادث لاشترك فيها رجال يمثلون لبنان قبل أن ينتهي ذلك الموسم الجميل
وأنتم رأيتم الصور التي سجلت بعض المناظر لأولئك المتشاورين، ففي الجانب المصري يجلس رفعة النحاس باشا ومعالي الهلالي باشا وسعادة الأستاذ محمد بك صلاح الدين، وفي الجانب العراقي أو السوري أو الحجازي يجلس من اختارتهم أمتهم لتلك المشاورات، ثم يكونون ضيوف الحكومة المصرية في قصر أنطونياذس، إلى أن تنتهي مهمتهم الرسمية
فما هو قصر أنطونياذس الذي شغل الجرائد والمجلات والإذاعات والبرقيات عدداً من الأسابيع في الصيف الذي سلف؟
أعترف بأني ما كنت رأيت ذلك القصر من قبل، فما كان يهمني من الإسكندرية غير الشواطئ، ولا كنت أتصور أن فيها مكاناً أبهج من محطة الرمل. عليها تحية الحب!
الصورة التاريخية هي التي دفعتني إلى رؤية قصر أنطونياذس لأكتب عنه كلمة توضح