للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[منادمة الماضي:]

الإسكندرية في عصورها الإسلامية

للأستاذ أحمد رمزي

قال ياقوت الحموي: (لو استقصينا في أخبار الإسكندرية جميع

ما بلغنا لجاء في غير مجلد)

قدَّم إلي في الأسبوع الماضي، حضرة رئيس مكتب السجل التجاري بمدينة الإسكندرية، نسخة من كتاب طبعته الغرفة التجارية المصرية وعنوانه (الإسكندرية) من وضع لجنة المدينة التي أشرفت على تنسيق قسم خاص للثغر في شارع وادي النيل بالعرض الزراعي الصناعي السادس عشر.

ولما تصفحت مقدمة الكتاب، قرأت نبذة تاريخية ألفها أساتذة قسم التاريخ بكلية الآداب بجامعة فاروق، ما انتهيت منها حتى أكبرت همتهم، وشعرت بعظمة الإنتاج الذي تخلفه البيئات العلمية، تلك التي تعيش وتحيى حيث توجد الجامعات.

وكان تفاؤلي في محله لأني قرأت في الأقسام التي أفردت لتاريخ الإسكندرية الإسلامي، كلمات تعبر عن شعور النفس العربية المسلمة حينما يتعلق الأمر بتاريخها المهضوم الحق. انظر إلى كلمة الدكتور محمد عبد الهادي شعيرة واستفتاحه: (ما فقدت الإسكندرية في العصر الإسلامي شيئاً إلا استعادت به غيره). واسمع قوله: (لم تلبث المدينة أن تعربت، ودليل ذلك أننا لا نجد إلا عصبيات عربية في فتنة الأندلس سنة ١٨٣هـ) فهذا كلام لم نسمعه من قبل: فيه حيوية وإخلاص.

ثم اطلعت على بحث الدكتور جمال الدين الشيال وعرضه للعصرين الأيوبي والمملوكي، فأعجبني حين أعطى لصلاح الدين حقه، وكلنا يعرف ما هي علاقة هذا العاهل العظيم بمدينة الإسكندرية. وكم كان موفقاً في حديثه عن تاريخ المدينة حينما أفاض عليها حلة شائقة من التحقيق العلمي وحين توج كل ذلك بذكره لزيارات الملك الظاهر بيبرس واهتمامه بأمرها.

كان هذا في نظري بمثابة فتح جديد في تأريخ مدننا المصرية. إذ ما رأيت كتاباً أو دليلا

<<  <  ج:
ص:  >  >>