للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[البريد الأدبي]

إلى الأستاذ الشاعر علي محمود طه

قرأنا بإعجاب كبير ديوان (ليالي الملاح التائه)، وفي مطالعتنا لمقدمات القصائد مررنا بمقدمة القصيدة التي عنوانها (خمرة نهر الرين) وقد جاء فيها:

(يتفرد نهر الرين بجنات أعنابه، وأشجاره الباسقة، وقصوره التاريخية، ذلك النهر الذي ينبع من سويسرا ويمر بين فرنسا وألمانيا ويخترق هولندة حتى مصبه في بحر الشمال. وقد تغنى بجماله وفتنته شعراء مبدعون، احتفل الأدب بآثارهم ومنهم الشاعر الإنجليزي جون كيتس الذي أودع قصائده الأخيرة إلى محبوبته أرخم ما غناه عشاق نهر الرين. . .)

واعتماداً على ما نعلمه من دراستنا لأخبار الشاعر المبدع جون كيتس وأشعاره لا نجد في ديوانه كله أية قطعة تغنى فيها بنهر الرين مباشرة أو عرضاً، وليس في قصائده المعروفة إلى محبوبته (فاني براون) أي تغن بنهر الرين.

وزيادة في الإيضاح نذكر أن الشاعر المذكور لم يترك إنجلترا في حياته إلا مرة واحدة، وذلك في عام ١٨٢٠ تلبية لدعوة الشاعر (شلي) الذي كان في إيطاليا في تلك السنة. وكانت الطريق التي سلكها (كيتس) بحرية. ومنذ اليوم الذي ترك فيه إنكلترا حتى وفاته بعد ذلك بزمن يسير لم يقل غير قصيدة واحدة وهي مشهورة في الأدب الإنكليزي بعنوان (النجم الساطع) إلى (فاني براون)، وليس فيها إشارة إلى النهر المذكور الذي لم تقدر له رؤيته في حياته.

أما الشاعر الإنكليزي الذي تغنى بنهر الرين فهو (اللورد بيرون) في قصيدته الطويلة وذلك في المقاطع (٤٦ - ٥٥) من الفصل الثالث؛ وهي من أجمل ما قيل في التغني بجمال نهر الرين وعظمته.

وختاماً تقبل أستاذي هذه الملاحظة، وليس يقل من شأن شاعر الحب والجمال (جون كيتس) ألا يتغنى بجمال نهر الرين وكفاه ما تغنى به. ودم للمعجب.

علي كمال

حول أخي إسماعيل أدهم

<<  <  ج:
ص:  >  >>