قفز العالم خطوات واسعة عقب الحرب الماضية في ميادين العلم والاختراع، فتناولت أيدي الناس أدوات كانوا يعتبرون الوصول إليها حلماً عسير التحقيق. وينبئ عهد ما بعد الحرب الحالية بخطوات أوسع؛ فالتقدم العلمي عدة المتحاربين وسلاحهم الخطير في مفاجأة خصومهم، حتى قال أحد كبار الساسة إنها حرب علمية، وحرب مخترعات واكتشافات.
ومن الخطوات الحاسمة التي خطتها هذه الحرب التحكم في موجات الأثير، فأدخلت كثيراً من التحسينات على أجهزة اللاسلكي مما سمعنا عنه في توجيه القنابل الطائرة والصواريخ. ومنها أيضاً حديث الراديو المصور (التليفيزيون)
فتصور أنك جالس في دارك، وبضغطة خفيفة من إصبعك على زر صغير تعرض أمامك على شاشة صغيرة ما يمثل من المسرحيات في دار الأوبرا الملكية، فتسمع أصوات الممثلين والممثلات، وترى حركاتهم بالألوان الطبيعية، كما لو كنت جالساً في قاعة الأوبرا.
لم يعد هذا حلماً، بل هو حقيقة واقعة تستعد شركات اللاسلكي لتقديم أجهزته إلى الناس بعد الحرب. تمت الكثير من أبحاثه ولكنها لا تزال من الأسرار العسكرية التي لا تباح إذاعتها. ولا تختلف نظرية نقل الصور عن زميلتها نقل الأصوات كثيراً، ففي كلتا العمليتين تتحول الإشارات الصوتية أو الضوئية إلى إشارات كهربائية تنقل في الأثير.
فإذا تجاوزنا عملية نقل الأصوات بحكم وجود آلات الإذاعة بيننا فإننا نلخص عملية نقل الصور في ثلاث مراحل:
١ - تحويل الإشارات الضوئية إلى إشارات كهربائية.
٢ - نقل الإشارات الكهربائية إلى مسافات بعيدة.
٣ - إعادة الإشارات الكهربائية إلى إشارات ضوئية.
ولم تكن هذه المسائل الثلاث من الأمور الهينة، فقد كان من السهل تحويل الإشارات الصوتية إلى إشارت كهربائية، لما بين الإشارتين من صلة وثيقة عرفها الإنسان من زمان