للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[الأدب والفن في أسبوع]

اتهام الأدباء:

كان الاتهام في هذا الشهر بمجلة الهلال من نصيب الأدباء، فقد كتب الأستاذ طه خطاب طه بعنوان (أتهم الأدباء) فوجه إليهم أربع تهم:

١ - تمرغهم في أحضان السياسة الحزبية وتقلبهم مع الوزارات مما انحدر بأدبهم إلى درك التنابذ والتراشق بألفاظ الشتم والسباب.

٢ - الأنانية والاحتكار والقضاء على روح الطموح عند الأدباء الناشئين خشية المنافسة في الصيت والكسب.

٣ - استغلال الشهرة في نشر المقالات الهزيلة وإذاعة الأدب الهش الذي خلا من العمق وإعمال الفكر.

٤ - الانحدار بأخلاق الجمهور إلى المنحدر المائل، بنشر الصور المثيرة والقصص المغرية.

وأنا أخاف الأستاذ طه في بعض هذه التهم، وأوافقه في بعض، فاشتغال الأدباء بالسياسة الحزبية لا يعيب أدبهم، ولو نالهم رشاش من إسفاف الأحزاب عندنا، وهو لون من جهاد الأقلام على أي حال، على أن الأدباء ليسوا جميعاً مشتغلين بالسياسة بل أكثرهم منصرفون عنها، أما المتلونون مع الوزارات فما هم بالعدد ولا بالنوع الذي يؤبه له، فلا ينبغي أن يوصم بفعلهم مجموع الأدباء؛ وأما التراشق بالشتائم فقد كان في أوائل هذا الجيل مستشرياً في الأدب البحت أكثر مما هو في السياسة اليوم وقبل اليوم، بل هو يكاد ينعدم الآن بين خواص الأدباء.

وأؤخر التهمة الثانية لطول الكلام عليها، كما كان يفعل أسلافنا من الأزهريين في الشروح والحواشي، فأقول إن التهمة الثالثة صحيحة لاصقة. . . فإن كبار الكتاب قد استغلوا حقاً رواج أسمائهم فأجازوا بها الهدر وجعلوه مقالات تنشر ويؤجر عليها.

ولكن التهمة يا سيد طه، هشة. . . فالذين ينشرون الصور المثيرة والقصص المغرية قوم تميزهم من الأدباء ثرواتهم التي أصابوها من هذا الذي تعيبه!

ثم أعود إلى التهمة الثانية، وهي المسألة العويصة في هذه لقضية، إذ تختلط فيها الحقائق

<<  <  ج:
ص:  >  >>