للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[علي محمود طه]

شاعر الأداء النفسي

للأستاذ أنور المعداوي

- ٥ -

تحدثت إليك في الصورة النفسية الأولى وأعني بها (الموسيقى العمياء) عن خط الاتجاه النفسي ومكانه من الوحدة الفنية، وعن أدوات الربط بين الوجود الداخلي والوجود الخارجي أو بين عالمي المشاهد المرئية؛ وعن أصول الرؤية الشعرية ومصادرها في شعر الأداء النفسي، وتحدثت إليك في الصورة الثانية وأعني بها (القمر العاشق) عن الموسيقى الداخلية وقيمها في شهر هذا الأداء، وعن الحركة النفسيةوالحركة المادية. وعن التجسيم الشعري كأثر من أثار الملكة التخيلية. وتحدثت إليك في الصورة الثالثة وأعني بها (التمثال) عن العلاقة النفسية بين الألفاظ، وعن التصميم الداخلي كدعامة من دعائم الملكة التنظيمية. وعندما عرضت للملكة الأولى - أقصد التخيلية - قلت إن أول مزية من مزايا هذه الملكة هي التجسيم، التجسيم الذي يجعل من الحركة الجامدة حركة حية، ومن الكون المادي الصامت كونا يموج بالمشاعر والأحاسيس، ومن الصورة التي تعز على اللمس صورة تدركها الحواس، حتى لتوشك أن تنالها الأيدي وأن تراها العيون. وكانت هذه المزية الأولى مطبقة على قصيدة (القمر العاشق). . . أما المزية الثانية فنطبقها على هذه القصيدة الجديدة (حانة الشعراء)، وقبل هذا التطبيق نقدم الصورة النفسية الرابعة، هناك في الصفحة السادسة عشرة من (زهر وخمر):

هي حانة شتى عجائبها ... معروشة الزهر والقصب

في ظلة باتت تداعبها ... أنفاس ليل مقمر السحب

وزهت بمصباح جوانبها ... صافي الزجاجة راقص اللهب

(باخوش) فيها وهو صاحبها ... لم يخل حين أفاق من عجب

قد ظنها والسحر قالبها ... شيدت من الياقوت الذهب

إبريقه حلى من الدرر ... يزهي به قدح من الماس

<<  <  ج:
ص:  >  >>