للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[البريد الأدبي]

بريد الرسالة الأدبي:

تنظر طائفة من الناس إلى (البريد الأدبي) للرسالة على أنه هامش لا يجدر بهذا الاحتفال الذي يتمثل في التعقيبات المختلفة ما بين نحوية وصرفية ولغوية إلى تصحيح رأي، ونقد فكرة، والواقع الذي لا مرية فيه أنه باب حافل خليق بكل عناية، فأقل ما يقال عنه أنه حرب على الأخطاء الشائعة التي يخشى منها ومن مثيلاتها على اللغة العربية الفصحى التي نسعى جاهدين في صيانتها والحفاظ عليها، ولا أعتقد أن واحدا من المعقبين يقصد إلى التشهير بالمخطئ، أو الزراية باللاحن، ولا تعنيه (زبدة البحث وعصارة المقال) بمقدار ما يستهويه تسقط اللحن، وتعقب الأخطاء.

الرسالة مدرسة خالدة رصدت نفسها منذ نشأتها إلى الذود عن لغتنا الحبيبة، والدفاع عنها في شتى النواحي والأبحاث. واللغة العربية في محيطها مجموعة من الألفاظ السلمية القويمة، ونحن نريد أن نقيم الحواجز بينها وبين الدخيل الذي يحسب منها وهو شوكة في جنبها، لا يفتأ يخزها في مقال الكاتب، وخطبة الخطيب، وعلى لسان المتحدث. وإن تعجب فعجب أن نرى الأستاذ المنيفي في العدد (٩٧١) من الرسالة يخذل عن هذه المهمة، لأن تصويب الأخطاء الشائعة الشائهة (كما يقول) (عسير الهضم على أفكار الأدباء والكتاب، لأن الكلمة قد أخذت مدلولها بين المتكلمين، بيد أن تصحيحها لا يضفي عليها معنى جديدا، أو زيادة مستحدثة). وأعتقد أن عسر الهضم، ومشقة الإساغة وضيق الصدر، كل أولئك يهون في سبيل الحرص على سلامة اللغة وصونها من العبث. كان أولى أن يحمد للباحثين في المعاجم صنعهم، فهم يقدمون له ولغيره البيان الشافي فيما يرتاب فيه، وليس ضئيلا أن يضيف إلى معلوماته في كل عدد طائفة أخرى من الألفاظ المنخولة المنقاة. . إننا نخشى أن تفتح الثغرة للدعي من الكلمات، فلا يحجزه إلا أن يبارك الله (البريد الأدبي) وينسأ في أجل (الرسالة) الحبيبة، ويزايل الغضب من النقد البريء صدور الناس، فلا يضيق كاتب بتوجيه، ولا ينكل قارئ عن بيان، ولا يستنكف أستاذ عن تعلم، وتلك هي أهداف الرسالة التي تجمع على الحق قلوب الأدباء، وتشيد على المحبة صرح المجتمع، وتدفع في صراحة وقوة عن مجد العروبة.

<<  <  ج:
ص:  >  >>