عقب الأستاذ عبد العظيم عطية هاشم في العدد ٩١٢ من الرسالة الغراء التي نشرها الأستاذ أحمد حسن الرحيم بالعدد ٩٠٩ وقال فيها (لقد تمكن حب الحرب من نفس العربي وساد نظام أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً) فقال: ولست أدري معنى لإيراد هذا الحديث الشريف في هذا المقام ثم أورد نص الحديث كما رواه البخاري عن أنس.
وقد علقت الرسالة الغراء على هذه الكلمة بما هو الحق في هذا الأمر فقالت (إن كلمة أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً كان مبدأ جاهلياً مقرراً فلما جاء الإسلام نسخ ما كان يريده الجاهليون من هذه العبارة وفسرها الرسول بما يتفق مع مبادئ الدين).
وهذا الذي علقت به الرسالة هو الحق الذي لا يستطيع أن يدفعه أحد من المطلعين على آداب العرب وعاداتهم، ولو أن الذي اعترض على كلام الأستاذ الرحيم قد اطلع - وهو بنقل من البخاري - على ما قاله الحافظ ابن حجر في شرحه لهذا الكتاب وهو إمام رجال الحديث لا نصرف عن تعليقه! فقد قال هذا الحافظ بعد أن أتم شرح الحديث وأورد طرقه واختلاف رواياته ومن رواه من رجال الحديث غيره ما يلي (ذكر المفضل الضبي في كتابه الفاخر، أن أول من قال أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً جندب بن العنبر بن عمرو بن تيم وأراد بذلك ظاهره وهو ما اعتادوه من حمية الجاهلية لا على ما فسره النبي (ص) وفي ذلك يقول شاعرهم:
إذا أنا لم أنصر أخي وهو ظالم ... على القوم لم أنصر أخي وهو يظلم
ولقد كان النبي صلوات الله عليه وآله وسلم يتكلم بما للعرب من أمثال فلا يلبث الرواة أن يصيروه حديثاً ويتلقاه الناس على ذلك.
ومثل هذه الكلمة المثل المشهور (زر غبا تزدد حباً) فقد ورده رجال الحديث على أنه من قول النبي ودونوه في كتبهم وكان أول من قاله معاذ بن حزم الخزاعي فارس خزاعة
وقد ذكر أبو حيان التوحيدي في كتابه الصداقة والصديق (قال أبو هريرة. لقد دارت كلمة العرب - زر غباً تزدد حباً، إلى أن سمعت من رسول الله (ص) ولقد قالها لي)
قال العسجدي: ليست هذه الكلمة محمولة على العام، ولكن لها مواضع يجب أن تقال فيها