جرى على لسان كل من كان يعيش على مبعدة سبعة فراسخ من حانة (التورنفان) اسم صاحب الحانة (انتوان ماشبل). . . وقد تعددت الأسماء التي يدعوه بها رفقاؤه وخلانه، فتارة يطلقون عليه (باتوان) وطورا (فيف ستار توان) وحينا ينادونه (جود أولد يلسن). . .
وكان لتوان الفضل في الشهرة التي نالتها حانة (تورنفان). . . فقد ذاع صيتها مع إنها لا تزال مزرعة فقيرة تقع في كنف متطرف من الوادي الذي يشرف على البحر؛ وقد أحيطت ببعض الجواسق التي يتخذها نفر من أهالي (نورمنديا) مقطناً لهم. . . فغرسوا ثمث الشجار السامقة، وأقاموا السدود، وقد جثمت تلك القرية على جدول تخالط ماءه الرقراق خضرة النبات الذي ترعرع على شفا الجدول. . . وهو ينحدر من الأكمة والتلال التي أوحت باسم (التورنفان).
ويخيل إلى الإنسان الذي ينظر إلى تلك الجواسق في كنف الوادي، أنها بعض الطيور وقد أوت إلى ثلم، عندما تعصف الرياح والأعاصير البارقة التي تكتسح ما على شاطئ (نورمنديا) من الدور الصغيرة. وقد زادت عنها السدود والأشجار، وهذه العواصف تأتي على كل شيء فتجعله قاعا صفصفاً. . أما المزرعة الفقيرة فكان يمتلكها (انتوان ماشبل) وأحيانا (جود أولد يلسن) وأحيانا أخرى (نيف ستار توان) أما اللقب الأخير فلعله صدى لتلك العبارة التي كان يفوه بها نادرا (إن خمر (فيف ستار) لهو أجود ما يجده المرء في فرنسا. . .) لقد ظل قرابة العشرين عاما ينقع غلة القرويين بسلافه العذب المعتق. . . وما من قادم يسأله:(ما الذي يستحسنه اليوم، يا توان؟) فيجيب في غير تلعثم أو تردد (قدح من راووقي المعتق يا بني. . . يبعث الدفء في جوفك، والسكينة إلى نفسك، وهو خير ما يرجى لصحتك) وينادي توان كل إنسان (يا بني) مع إنه لم يرزق ولدا لا في الحلال ولا