للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الأدب والفنّ في أسبوع

للأستاذ عباس خضر

الأدب المصري أدب عربي

كتب صديقي الدكتور عبد الحميد يونس مقالا في صحيفة (المصري) يوم الخميس الماضي، عنوانه (تراثنا الأدبي) نعى فيه إهمالنا الآثار الأدبية التي حلفها بعض أعلام الأدب في العصر الحديث، ثم تحدث عن الفكر التي دعت إلى إنشاء إدارة لإحياء التراث الأدبي في مراقبة الثقافة بوزارة المعارف، فأبدى خشيته من (أن يكون القوامون على الثقافة العامة في الدولة قد تورطوا في الخطأ المنطقي الذي يقع فيه كثيرون من المشتغلين بتوجيه الحياة العقلية، وهو أن مقياس الأصالة في الفن والفكر هو القدم أولا، والعروبة ثانيا) وندد بعناية إدارة التراث التي تابعت فيها (المشتغلين بالحياة العقلية) - بالأدب العربي القديم دون الأدب المصري بعد الفتح الإسلامي كما ندد بإهمال الأدب المصري الحديث.

والاهتمام بالأدب المصري قديمه وحديثه لا يمارى في وجوبه أحد، ولكنني أحب عندما ندعو إلى هذا الاهتمام، أن نفعل دون أن نستشعر العصبية الاقليمية، فقد قامت هذه العصبية للأدب المصري منذ ومن في بعض الأذهان، وكان مما صاحبها إنشاء كرسي للأدب المصري في كلية الآداب بجامعة فؤاد الأول ولم يصنع هذا (الكرسي) شيئاً جديداً في هذا السبيل إلى الآن، ولعل ذلك راجع إلى الشعور بأن فكرة الاهتمام الجزئي الزائد غير طبيعيةلأن الأدب العربي، وفي جملته الأدب المصري، وحدة متماسكة لا تتزايل أجزاؤها.

وقد لمحت تلك العصبية في مقال صديقنا الدكتور عبد الحميد يونس، وهي نزعة أعرفها فيه. وكنت قد قرأت الذي كتبه في مجلة (الأديب المصري) بعنوان (أدب أمة لا أدب لغة) عزز فيه (الفكرة المصرية) وقال:

(مضى الزمن الذي كان الأدب فيه يدرس ويتذوق على أنه ثمرة لغوية لا أكثر ولا أقل، وانطمست النظرية القديمة التي كانت تحتفل بالصورة دون المصور، ولم يعد للفكرة الحرفية التي سيطرت على الآداب والفنون من السلطان ما كان لها في الماضي البعيد أو

<<  <  ج:
ص:  >  >>