للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[القصص]

أقصوصة حكيمة من جولد سمث

الجندي الأجذم

للأستاذ دريني خشبة

يجهل نصف الناس كيف يعيش نصفهم الآخر!!

تلك ملاحظة عامة شائعة؛ بل ليس فيما يلاحظ الناس أكثر منها شيوعاً. . . وهي مع ذاك ملاحظة صادقة؛ فهموم العظماء ما تلبث أن تفشو وتفشو، وتذيع أنباؤها حتى تصبح مِلء الأسماع، وملء الأفواه، وحتى تصبح حَبتها قبة، وحصرِ منها عِنَبَة؛ وذلك بما يمطها به الرواة، وما يُضْفون عليها من الزخرف الزائف، والبهرج العقيم. . . ويبتعث هذا في نفوس المهمومين طائفاً من الزهو فيلتذون همومهم، ما دامت تجعلهم أبطالاً في تقدير الأغرار

هذا، وليس فخراً أن نحتمل الرُّزْء في ثباتٍ وفي جلدٍ ليسا طبيعةً فينا، ولا أصلاً في جِبلتنا، بل هما صدىً للخُيَلاء التي يثيرها فينا إعجاب الناس بنا، واستعظامهم لنا

أما العظيم حقاً، فهو الذي ينزل بساحته الخطب فيصمد له، ولا يحفل به، في حين لا خِلٌ فيواسيه، ولا صديق فيشجعه. . . بل. . . ولا بارقة من أمل فتُسرى عنه. . . ذلك رجل ينبغي علينا احترامه، ويجب أن نتخذه لنا قدوة، مهما يكن. . . من السوقة هو. . . أو من عِلية الناس

يا ما أتعس حظ الفقير!!

إن الرجل الغني إذا أصابته ضرّاء، وقد لا تكون من الضرّاء في شيء، تناقل الناس ضرّاءه، فهولوا بها، وأفاضوا فيها، بَيْنَا يُرَزّأ الفقير بأضعاف ذلك فلا يلتفت إليه أحد، ولا يعتدّ به مخلوق. . . وإن مصيبةً واحدةً من مصائبه في سحابة يوم لترجح مصائب العصبة أولى الحول من السادة العظماء في حياتهم جميعا. ً. .

إن من أصغر جنودنا وبحارتنا العاديين مَنْ إن ينزل به الخطب لا تتصور فدحه عقولنا، فيصبر له في عظمةٍ وتسليم وإيمان، دون أن يشكو أو يتململ، أو يتسخط على قضاء الله،

<<  <  ج:
ص:  >  >>