للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[٨ - أومن بالإنسان!]

للأستاذ عبد المنعم خلاف

النقص والتكامل - الإنسانية الواحدة - من وحي الحرب

العصرية - مقدمات الوحدة - عصر القبيلة الأممي - الأقدار

تفصل الجسم الواحد - دفع وهم - الخميرة في أمريكا - أم

مجنونة وبنت عاقلة - من توحيد الأرباب إلى توحيد الإنسان

- لا حياة مع هذه الحرب - قيامة صناعية - سلم طويلة من

حرب خاطفة - المبضع من السيف - دم الحرب دم مخاض -

معان تبقى من أمم تفنى

ألمس في نفسي وفي كل فرد عرفته من الناس مهما كان عظيماً نقصاً أجد تكميله عند غيري وغيره. وهذا مما يؤكد في فكري أن الدولة أولاً جسم واحد يكمل بعضه بعضا ولا يستقل عضو منه بحياته إلا ظهر مبتوراً ناقصاً فيه تشويه. . . وكماله وجماله في أن يتضام إلى غيره ويتعاون ويصبر على مضايقة ذلك الغير حتى يستطيع إدراك الكمال المنشود. . .

وكذلك ألمس في كل أمة وحدها نقصاً أجد تكميله لدى غيرها. وهذا مما يؤكد في فكري ثانيا أن الأمم في المجموعة البشرية كالأفراد في مجموعة الأمة الواحدة، كل منها لها ميزة تكمل غيرها، وفيها نقص يكمله غيرها. . .

فالفرد الكامل الذي يستطيع أن يحيا وحده لم يخلق بعد ولن يخلق

والأمة الكاملة التي تستطيع أن تحي وحدها لم تخلق كذلك ولن تخلق

تلك حقيقة توحي إلينا الإيمان بالإنسانية الواحدة، وتحتم علينا أن نتناسى مواريث الوحشية القديمة والجهالات الأولى، وإن نفكر للحياة الواحدة المستقبلة التي يصح أن تنتظم الإنسانية جميعها بعد أن ذهب عنها دور الطفولة التي كانت فيها حدود الأرض ومعارفها مجهولة،

<<  <  ج:
ص:  >  >>