للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[السلام العالمي والإسلام]

للكاتب الداعية الأستاذ سيد قطب

للأستاذ محمد فياض

بينما تتصارع الشيوعية والديمقراطية من جهة، وبينما تتصارع شعوب تدين بالإسلام مع كلتا الكتلتين من جهة أخرى؛ يقفز من بين الشعوب الإسلامية دعاة إسلاميون وهيئات إسلامية، فيتقدمون الصفوف، ويمسكون بدفة التوجيه في محاولات جبارة ليحولوا وجهة الكفاح الشعبي في القعة الإسلامية، إلى كفاح إسلامي يستعصي على الفكرة الشيوعية، ويتمرد على دعاة الديمقراطية، ويتجه إلى الإسلام. . ليكون القوة الإسلامية الأولى، التي إنبعثت من بطن الصحراء، لتديل دولة الفرس الوثنية، وتزيل دولة الرومان الظالمة، فتبلغ رسالتها، وتؤمن رقعتها، وترفع الظلم عن كل إنسان

وفي غضون ذلك كله، ومن بين صفوف قادة الفكر، ودعاة الفكرة، ومن بين أبراج الأدباء والكتاب في بلادنا؛ رأينا صاحب قلم جريء، ينزل من بين الأبراج، ليبرز خلال الصفوف الشعبية، متجرداً، مخلصا، للكفاح. . الكفاح المرير بثمنه وقيوده، فيضرب هنا ويضرب هناك، ضربات متتالية، متواليات، في ميدان الفكرة الإسلامية، وفي ميدان الفكرة الإشتراكية. وفي ميدان الشعوب. . لتأكل. . لتلبس. . لتعي. . لتتحرر. لتعيش عيشة الإنسان!

وما نظننا بعد في حاجة إلى الإشارة لصاحب هذه الضربات الحرة السافرة، فنحن نعرف فيها الأستاذ سيد قطب، كما نعرفه بها والجدير بالإشارة: أن الفكرة الإسلامية تحت ذبابة قلمه بدت لنا مكبرة ضخمة، واضحة، في كلياتها وجزئياتها، في مباحثها وأقسامها؛ وهذه حالة جديدة، وظاهرة فريدة، في (الفهم الإجتماعي) للفكرة الإسلامية، منذ نشأت إلى الآن. . فكل ما كان من فهم لفكرة الإسلام، لم يعد تناول بعض جنباتها في شطحات مفككة، بين خطأ وصواب؛ أما سيد قطب فكان من الإسلام في عصرنا الحاضر، بمثابة العدسات المجمعة المكبرة. . المفرقة الموزعة، أو كان بمثابة المرآة الضخمة التي إنعكست لنا فيها الفكرة الإسلامية، واضحة ناطقة صافية معقولة، جذابة منطقية

ولعلني لا أعدو الواقع، حين أقول إن سيد قطب لو قدر له في إسلوبه، طبيعة السخرية

<<  <  ج:
ص:  >  >>