قد يظهر غداً من يترجم هذا الكتاب، وقد يظهر من يكتب عنه بعد الفراغ من قراءته، فلك أن تقول: لم يكتب عنه هذا الذي لم يقرأه؟
والجواب أنه ما من يوم إلا والصحف والإنجليزية تتحدث عن مؤلفات تعد بالمئات وفيها عشرات تهمنا. وقد يمر العام تلو العام ولا تظهر في لغتنا ترجمة لأحدها، ولا كتابة وافية عن ثلاثة أو أربعة منها. وليس بمتسع عمر كاتب لقراءة كل كتاب يقرأ عنه في غير لغته ويتمنى أن تظهر له ترجمة في لغته لما يتوسمه فيما كتب عنه من أهمية عند ذويه
وعن هذا الكتاب (شتاء في بلاد العرب) نشرت مقالتان في عدد ١٨ نوفمبر سنة ١٩٤٠ من جريدة الأجبشان غازيت. أما إحداهما فهي افتتاحية الجريدة لمحررها بعنوان (الشرق والغرب) وأما الثانية ففي صحيفة (الكتب) بقلم المستر آرثر بنفولد
أما والكتاب يشغل من جريدة واحدة في عدد واحد خمسة أعمدة طوال، وأما وهو عن العرب، وأما وهو واحد من عشرات تهمنا كلها موضوعاتها فلا أرى بدا من اقتراح أقترحه على أدبائنا. هو تلخيص ما يكتب عن كتب تهمنا ليكون هذا التلخيص تعريفاً بالجديد في الأدب الغربي مما يهم العرب، ولمن شاء أن يزيد فضله؛ وغير مجحود فضل السابق وإن بزه اللاحق، وغير مغموط فضل المشير وإن لم يأت بالكثير
الكتاب من وضع الآنسة فريا ستارك - طبعة موراي. وهو يصف حياتها واثنتين من زميلاتها في حضرموت في فترة الشتاء الذي وقع بين عامي ١٩٣٧ - ٣٨
أما إحدى الثلاث الأوانس فعالمة في علم الآثار، وأما الثانية فعالمة في علم طبقات الأرض، وأما الثالثة وهي المؤلفة فأديبة ذات شهرة خاصة بجمال الأسلوب وروعة البيان؛ ولها كتب أخرى قبل هذا الكتاب
ويظهر من كتابة الكاتبين أن أداة البيان ضرورية جداً في كتاب مثل هذا يتضمن شطر كبير منه وصف الطبيعة الدائمة التغير في الصحراء، ووصف الحياة بين الرمال وبين الصخور في عزلة عن الناس وفي أجواء وأحوال مغايرة لما ألفه من يكتب هذا الوصف