وقد أقتبس المستر آرثر بنفولد فقرات كثيرات من هذا الكتاب للاستشهاد بها على تمكنها من ناصية اللغة والقدرة على الوصف
فإذا ما تخطينا هذا إلى ما هو أشبه بأن يهمنا وجدنا محرر الجريدة يقتبس الفقرة الآتية من مقدمة الكتاب بقلم السير كينان كورنواليس:
(والعربي إذا عومل كما ينبغي أن يعامل على أساس المساواة والمودة نيل منه خير ما يمكن أن ينال. أما إذا أحس بالتعالي عليه أو الانصراف عنه أو الميل إلى التحكم فيه، فلن ينال منه من يعامله كذلك إلا بما هو أهله. والعربي أكثر حساسية من الرجل العادي؛ فهو سريع اللمحة للدقيق، سريع الاستجابة للود والمحبة. وقد زادت وضوحاً أمامنا قيمة الصلات الشخصية والصداقات مع أهل الشرق الأوسط، كما وضح للجميع أذى الصلف والتعالي. وليس الإنكليزي العادي بالرجل المسرف في إظهار مشاعره نحو أبناء الشعوب الأخرى؛ ولكن الذي يقرأ كتاب الآنسة ستارك يتعرف الفوارق بين ما ينبغي وما لا ينبغي فيفيد من ذلك)
ويقتبس المستر بنفولد من صلب الكتاب فقرات يؤخذ منها فقرات أن في قبائل حضرموت سيادة دينية لرجال من قريش يقال لأحدهم (منصب). وهي تصف (المنصب) هذا بأن الناس يقبلون يده، وأنه مهيب الطلعة، يضع على رأسه عمامة خضراء، وأن سلطانه يتجاوز النفوذ الروحي؛ فهو يفرض ضرائب على الرؤوس، ويستولي على مواشي الذين يتأخرون عن دفع الضريبة حتى يؤدوها
وتقول المؤلفة إن الخطوة الأولى من خطوات الشرقي في سبيل الانحدار والسقوط هي تذمر من عوائده الموروثة، لأنه لن يستطيع أحد في تلك البلاد أن يشعر بالسعادة إلا إذا حرص على عوائدها واقتنع بها. . . إنه متى جنح إلى مثل الذي يجنح إليه الغربي من وسائل الراحة والرفاهية بدت له شدة فقره وصعوبة وسائله في الحياة وتراخي ففقد قوته الروحية، وفقد اعتداده بأهمية القوة الروحية في هذه الحياة
وتقول الكاتبة في وصف المرأة العربية إنها تحتفظ في شيخوختها بالجمال والهداة والعذوبة، ولا تظهر على وجهها تلك التجاعيد التي تظهر على وجه المرأة الغربية، وأحسب هذا نتيجة لنظام الاحتشام القاسي الذي يمنع اختلاف المشاعر المحدثة لتلك