ولد هـ. ر. ب. ديكسون الإنجليزي في بيروت سنة ١٨٨١ ونشأ في دمشق. ثم التحق بالسلك السياسي، فأصبح في الحرب العالمية الأولى ضابطاً سياسياً في جنوب العراق، ثم عين معتمدا سياسيا في البحرين ثم نقل إلى الكويت. وكتابه هذا في ٦٨٤ صفحة وقد أثار ضجة في معظم البلاد العربية.
الصلبة تدل على جنس من الناس المفرد منهم صلبي؛ والجمع صليب بسكون الصاد.
ولقد طالما تناولت أقلام الكتاب بالحديث هذه القبيلة المنحطة، أو الجماعة بتعبير أدق، التي تسكن في القسم الشمالي من الصحراء العربية، في رقعة تقع على التقريب بين خطين يمتد أحدهما من الغرب إلى الشرق، ساراً بالمدينة فالرياض جنوبا والآخر من حلب إلى الموصل شمالا.
إن معاملة الناس لهم في الجنوب أكثر احتقارا، ونظرتهم لهم أشد ازدراء منها لهم في الشمال، كما أن مقتنياتهم الدنيوية في الجنوب أقل منها في الشمال.
إن كل قبيلة تسكن في المنطقة التي مر تحديدها، تضم في الواقع بينها جماعة من الصلبة تعيش بينها، وذلك لما لهؤلاء القوم من المنفعة الملموسة في إصلاح الأواني المنزلية وأدوات الطبخ، ولمهارتهم في الصيد والقيافة.
إن من أبرز خصائص الصلبة معرفتهم العجيبة؛ بمواقع الآبار الخفية في المناطق التي يسكنون فيها. ومن ثم فإنهم يتمتعون بتقدير القبائل التي تتولى حمايتهم لما لهذه المعرفة الكبرى في الحروب والمنفعة العظمى في الغزوات البعيدة المدى من أثر. ولهذا السبب فإن الغزاة يصطحبون معهم بصورة تكاد تكون مستمرة بعض الصلبة في غزواتهم.
وكذلك حاشية الشيخ لا تكاد تخلو من أحد الصيادين الصلبة , لنفوقه عادة على غيره في معرفة مرائع الغزلان والنعام.
يقال إن الصلبة مسلمون، إلا أن من يؤدي فريضة الصلاة منهم كما يجب قليل جداً. ولعلنا لا نجانب الحق إذا قلنا إنهم لا دين لهم، اللهم إلا حين تقتضيهم المصلحة السياسية أن يتظاهروا بالتدين كما هي حالهم في نجد والكويت.