والرجال منهم على وجه العموم تعساء متملقون، يصطنعون في الخطاب أساليب العرب في تصغير الأسماء للتعزيز مع ضعة في الأخلاق.
وجمال وجوههم، رجالا ونساء، فوق المتوسط، ولا سيما نساؤهم اللواتي كثيراً ما نجد بينهم بعض الصبايا رائعات الجمال، إلا أن مظاهر المسغبة المألوفة فيهم تثير الاشمئزاز، وتؤيد مزاعم العرب القائلة بأن الصلبة يأكلون الفضلات وجيف الحيوانات التي يقعون عليها.
ويبدو من هيئة تقاطيعهم وجوههم أنهم غير عرب قطعاً، وليست لهم ما لهؤلاء من الخصائص السامية الثابتة.
وفي بعض المناطق التي تكون لهم فيها أحياء دائمة خارج أسوار المدينة كما هو الحال في الكويت والزبير، يظنهم الأوربيون بدواً، وهو خطأ فاحش يؤدي في بعض الأحيان إلى مواقف مربكة.
والعربي لا يستطيع أن يتخذ له زوجة من الصلبة؛ لأن أهله يقتلونه ويقتلونها معه إذا تزوجها؛ ومع ذلك فقد سمعت أن الأمير فواز أمير الدولة لم يتورع عن اصطحاب إحدى الصلبيات إلى الصحراء وأبقائها خليلة له. ولذلك أصبح اسمه لعنة على ألسنة الطيبين من البدو.
إن لأغلب الأحياء الصلبية رؤساء، ولكن عددهم عندما يكون كبيرا بين القبائل الكبرى في الجزيرة يكون لهم من أنفسهم شيوخ، ويملك بعض هؤلاء الشيوخ قطعانا كبيرة من الإبل، ويتمتعون باحترام عظيم: مثال ذلك أن.
الشيخ حمد بن شنوط هو شيخ صلبة المطير؛ والشيخ مطلج الصافي هو شيخ صلبة شمر؛ والشيخ محمد بن جلاد هو شيخ صلبة العمارات؛ والشيخ معيئف هو شيخ صلبة الرولة.
والصلبيات لا يتحجبن، ويندر بينهن من يغطين الجزء الأسفل من وجوههن بالملفع، وبهذا تسهل معرفتهن في نجد لأول وهلة والصلبة شديدو الولع بالرقص، ولذلك فأول ما يبادرون إلى القيام به أيام الأعياد والأعراس هو إعداد حفلات الرقص التي يشترك فيها الرجال والنساء يرقصون معا (وهو أمر مهين جدا ومعيب عند العرب) حيث يقبل الرجال النساء في أفواههن ما بين حين وحين أمام المشاهدين.
وللصلبة في الأعياد والحفلات وما أشبه تقليد غريب هو نصب صليب مؤلف من قطعتي