خشب مربوطتين معا على هيئة شعار المسيحيين. ويمكن اعتباره شعارهم أو لواءهم القبلي.
يقول العارفون من العرب أمثال الشيخ عبد الله السالم الصباح (حاكم الكويت)، أبن عم (المرحوم) شيخ الكويت، وهم واثقون تمام الثقة بأن الصلبة من أحفاد ذلك العدد العظيم من اتباع المعسكرات الصليبية الذين أسروا أثناء الحرب بين الصليبين والعرب. فقد زج بأعداد ضخمة من هؤلاء الأتباع في المعارك الكبرى التي دارت الدائرة فيها على الصليبين، فاسترقهم عرب الصحراء. وإن الصلبة المعاصرين هم حفدة أولئك الصليبين. ويورد الشيح عبد الله الأدلة التالية تأييدا لرأيه:
١ - كون الصليب هو شعار الصلبة
٢ - أن صيغة الجمع من أسمهم هي (صليب) وهي في غاية الوضوح نقس الاسم العربي للصليب المسيحي، وكلمة (صليب) ليست سوى تصغير للصليب ليس إلا.
ولعل هناك ما يؤيد هذه النظرية، ولكن قد يكون من الخطأ تكوين رأي حاسم قبل الحصول على الحقائق اللازمة عن هؤلاء الناس الذين يثيرون اهتمام الباحثين، وخاصة قبل الحصول على مقاييسهم الجسدية بصورة واسعة.
وتتهم الصلبيات بالقدرة على الإصابة بالعين؛ وبمعرفة خاصة بتحضير السموم، وإعداد جرعات الحب (سقوة) لمن يريدها؛ وفوق ذلك كله بالمهارة في السحر.
ولعل التهمة الأولى راجعة لكون كثير من شباب البدو قد فقدوا عقولهم في سبيل الحسان الصلبيات، فاضطروا إلى الهرب من قبائلهم. أما التهمتان الثانية والثالثة فلعل لهما نصيب من الصحة؛ فمن الثابت أن الصلبيات يدعين القدرة على إيقاع الإنسان في الحب، كما يدعين الكهانة. ومن ناحية أخرى فإنهن أهداف سهلة للعامة من الناس، فإذا أصيب أحد المشهورين بمكروه (فلا بد أن تكون صلبية قد أصابته بسحرها!)
يجب التفريق بين الكواولة أو الغجر الذين يجدهم المرء في جميع أنحاء العراق وعلى حدوده، والذين هم، كما أرى دون شك، من الغجر الرومانيين في أوربا وإنجلترا. إنهم يشبهون البدو في ملابسهم، ويعيشون في خيام صغيرة سوداء، ويتنقلون هنا وهناك على ظهور الحمير التي ليس لديهم سواها كما يبدو. وكواولة العراق لصوص، أشرار، عرافون،