للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[ألقاب الشرف والتعظيم عند العرب]

للأب أنستاس ماري الكرملي

- ٥ -

١٣ - الدقس وهو الدِحْيةَ

الدقس وهو أيضاً: الدقوس والقدوس والعطوس والدعوس والدوقس. وكلها تعريب , قال الصاغاني: الدقس: الملك؛ وقال الأزهري: الدقوس، كصبور: الذي يستقدم في الحروب والغمرات كالقدوس (التاج)

وعندنا أن العرب كتبوها في أول الأمر: دقس كقفل ودُوقس بضم فواو وقاف ساكنتين فسين لتحقيق اللفظ الرومي أو الروماني الأصل. ثم وقع فيها القلب والإبدال، كما وقعا في كثير من الألفاظ المعربة، بل في العربية نفسها، فصارت: دقوس وقدوس. ولما كان بعضهم يقلب القاف عيناً، صيّروا قاف دقوس عيناً، فقالوا: دعوس كما قالوا القرناس والعرناس والقسوس والعسوس والنقل والنمل، وفرق بين القوم وفرَّع، أي حجز إلى نظائرها

وإما عطوس، فهو مقلوب دعوس، بجعل الدال طاءً من باب تفخيم الحروف كما قالوا: مد الحرف ومطه، ترياق ودرياق وطرياق (عن الجمهرة لابن دريد). اختدفة واختطفه (التاج) والدقس باللاتينية دليل القوم ورئيس الجيش وقائده ومقدم القوم والأمير والملك على حد ما قاله العرب. وكل ذلك من باب التوسع

وجاء في التاج في مادة (د ع س): (في النواد: رجل دعوس، عطوس، قدوس، دقوس: أي مقدام في الغمرات والحروب؛ وحرفه الصاغاني فقال: (في العمل) بدل (في الغمرات) آه

قلنا: لا تخريف عند الصاغاني، لأن الدقوس على ما نقلناه لك عن كلام الرومان هو دليل القوم في أي شيء كان في الغمرات والحروب، كما في الإهمال والمبرات. فاحفظه

والظاهر أن كتبة عهد الخلفاء لم يعرفوا أن سلفهم عربوا الكلمة بالأوجه التي ذكرناها، كما جهلها حملة الأقلام في عصرنا هذا. إما سَفَرة عهدنا فانهم سموه (دوق) أي بقاف في الآخر. وأما العرب الخلص فقد سموه (الثنيان)، كما مر الكلام عليه في (البدء)

وأما أرباب اليراع في عصر الخلفاء، فعرفوه بالدوك بكاف في الآخر. قال أبو شامة في

<<  <  ج:
ص:  >  >>