العلمي والقدرة على الإنتاجِ والعملِ وإقناعِ الناسِ بوجودِ الأزهر؛ فقد كانَ، الناس يعتقدونَ، وحق لهم أن يعتقدوا، أن عضوية هذهِ الجماعةِ مكافأةً على طول العمرِ، وتعويض للقعدة والضعفاءِ، لا على الإنتاج والتأثير في حياة الأمة
لا ينبغي أن نستعين بالذين لا يؤمنون بإصلاح ولا يبدون بمبادئ ولا يحفلون بمثل عليا، وليس لهم في الأزهر رسالة إلا التخزيل عن النهوض، والتعويق عن التقدم، بينما المتشبعون بالأفكار الإصلاحية القادرون على تحقيق مبادئها مبعدون عن تولي الأعمال الهامة لاعتبارات لا يصح أن يقام لها وزن في نظر المصلح.
لا ينبغي أن يدخل في توزيع الأعمال أن يندب فلان من اجل فلان، وأن يقصى فلان من اجل فلان، وأن يجتهد في تمثيل البلاد والأقاليم في كل عمل من الأعمال كأنها لجان عصبة الأمم!
لا ينبغي أن نرضى في الواقع المخجل في مجلة كمجلة الأزهر اجمع الناس على فساد إدارتها، وضعف مستواها، وانحرافها عن الطريق القويم الذي تقتضيه طبيعة رسالتها، وأنها أصبحت طريقاً من طرق التكسب والتعيش وفتح البيوت، وهي مع ذلك محمية من أن تقع على عيوبها عين فضيلة الأستاذ الأكبر، ومن أن تصل الشكوى منها إلى مسامعه بوسائل يعتقد الناس أنها لا ترضيه!
لا ينبغي أن يكون في الأزهر أمرؤ يضع الأستاذ الأكبر فيه ثقته، ثم يعبث معتمداً على هذه الثقه بأمانة العلم أو العمل أو الإدارة أو النظام؛ فإنه لا يسيء بذلك إلى نفسه فقط ولكنه يسيء أيضاً إلى من ائتمنه ووضع فيه ثقته!
سيدي الأستاذ الأكبر:
معذرة فقد استرسل القلم، يملي عليه قلب لك مخلص وعلى عهدك غيور. فغض الطرف عما عسى أن يكون من الإسراف، لما تنطوي عليه النفس من الإخلاص، ولا تسمع فيّ وشاية الواشين ولا كيد الكائدين!