للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[٣ - حجة تاريخية]

للدكتور جواد علي

وبعد سقوط القدس على أيدي البابليين عام ٥٨٦ قبل الميلاد سبى (نبوخذ نصر) العبرانيين وأخذهم معه إلى العراق إلى أرض بابل وتعرف هذه الحادثة في التأريخ العبراني باسم (السبي) وقد استولى (نبوخذ نصر) أربع مرات على القدس، المرة الأولى في أيام الملك (يهوياقيم) سنة ٦٠٢ قبل الميلاد وكان هذا الملك ملك (يهوذا) وهو ابن (بوشيا) وأخو (يهوآحاز) الذي خلفه في الملك وكان اسمه (الياقيم) فغيره فرعون (نخو) إلى يهوياقيم عندما أجلسه على الكرسي وكان تحت الجزية لفرعون أربع سنين.

ثم سارت عليه جيوش ملك بابل نبوخذ نصر فاستعبده ثلاث سنين (ثم عاد فتمرد عليه فأرسل الرب عليه غزاة الكلدانيين وغزاة الآراميين وغزاة الموآبيين وغزاة بني عمون وأرسلهم على يهوذا ليبيدها حسب كلام الرب الذي تكلم به عن يد عبيده الأنبياء.

ثم ما لبث أن أخذه نبوخذ نصر وقيده بسلاسل من نحاس ليرسله إلى بابل ثم تولى ابنه (يهويا كين) مكانه وفي أيامه تقدمت جيوش (نبوخذ نصر) للمرة الثالثة ودخلت القدس وأخذ الملك وأمه وعبيده وخصيانه وأكثر اليهود أسرى إلى بابل ومعه ما كان عنده من خزائن وما كان في الهيكل من أموال وقد فسرت التوراة ذلك لأنه عمل الشر وعصى أوامر ربه وسار على خطة أبيه وعين نبوخذ نصر (منيا) عم (يهويا كين) بدلاً منه وسماه (صدقيا).

وفي أيام هذا الملك كذلك تقدم نبوخذ نصر هو وجيشه وحاصروا القدس ثم قبضوا على الملك وأخذوه أسيراً إلى بابل وقيدوه بسلسلتين ثم أحرقت القدس والهيكل في السنة التاسعة عشر من حكم (نبوخذ نصر) وأخذ ما كان قد تبقى أسرى إلى بابل.

وعين البابليون (جدليا بن أخيقام بن شافان) على من تبقى من اليهود وقد جاء هذا الملك نداءاً إلى البقية الباقية من اليهود وناشدهم فيه بوجوب الإخلاص لملك الكلدانيين وامتثال أمره، ولما قتل خافه كل من في المملكة فهرب كل اليهود إلى مصر حيث فضلوا البقاء هناك.

ولما قضى الفرس على مملكة البابليين دخل اليهود في حكمهم وأصبحوا لهم أتباعاً. وغدت

<<  <  ج:
ص:  >  >>