ولكن ما فائدة هذا كله، وفي نفسه هذا الفراغ الذي لا يملؤه مال ولا قصر، ولا تسدّه لذة الانتقام، لقد ذهبت نشوة الظفر وعلم الآن أنه لن يسعده شيء مما على ظهر الأرض إلا هذه المرأة التي اسمها ليلى. وقد صارت ليلى لغيره. . . فلن يسعده شيء!
وعرض ماضيه كله، فتمنى أن تعود أيام الفاقة والعوز، وأن يعود خادماً ذليلاً يحيا بقربها، لقد كان في الحنان الذي ينبثق من عينيها، والفتون الذي يبدو في صورتها وحديثها، والعطر الذي يشمه من جسدها الغالي، ما يغنيه عن المال والجاه فهل يغنيه الجاه والمال اليوم عن حنانها وفتونها؟ لقد كان يفرّ إلى الصخرة الجامدة، فينسى القصر وعذابه، فهل ينسيه القصر ونعيمه اليوم تلك العشايا الحبيبة عند الصخرة؟
لقد ضرب في الأرض، وخاض البحار، وذهب إلى أمريكا ليعود بالمال الذي يشتري به قلبها الذي صبا إلى المال، فماذا ينفعه الآن إن اشترى القصر وخسر القلب؟ ألهذا كدّ ونصب؛ وحمل الجوع والتعب، وسامر طيف الحب في ليالي الغربة، وتجرع مرارة الهجر في دار النوى؟
إن كانت هذه هي الغاية، فيا ضيعة المسعى، ويا ضلّة المطاف