انتظم في سلك الأكاديمية الفرنسية أخيرا عضوان جديدان هما الكاتب القصصي بيير بنوا، والمؤرخ الأشهر جوسلان لينتر. والأول هو أصغر (الخالدين) سنا. فهو لا يتجاوز الأربعين من عمره، مع أنه لا يرقى في الغالب إلى هذا الشرف الرفيع سوى رجال قطعوا معظم مراحل العمر وأشرفوا على الستين أو السبعين. وينتمي بيير بنوا إلى أسرة من الضباط وقد كان أيام الحرب الكبرى ضابطاً في الجيش. فلما انتهت الحرب عاد إلى الأدب. وسرعان ما ظهر في ميدانه، وحاز ذروة الشهرة حينما اخرج روايته الأخيرة (الاتلانتيد). وهو يتربع اليوم في كرسي المؤرخ الشهير لافيس.
وأما المؤرخ لينتر، فهو باحث محقق اشتهر بالأخص بتحقيقه في تاريخ الثورة الفرنسية، وله في ذلك (باريس أيام الثورة) و (سقوط الجيرونديين) وقد اشتهر بتاريخ مختصر كتبه عن نابليون يمتاز بطرافته وفكاهته وقد حل في الأكاديمية مكان الروائي الشهير (رنيه بازان) وهو يربى على السبعين من عمره، ولكنه ما زال وافر الإنتاج يشتغل في التحرير في جريدة (الطان) ويكتب فيها باب (التاريخ الصغير).
العالم المسرحي والسينمائي
بنات اليوم على مسرح رمسيس
للأستاذ محمد توفيق يونس
بدأ الموسم التمثيلي هذا العام متأخرا عن موعده العادي، وكان أسبق الأيدي إلى هصر الستار عنه فرقة رمسيس بتمثيلها رواية (بنات اليوم) لمديرها الأستاذ يوسف وهبي. وهي قطعة ناجحة في أربعة فصول شائقة الموضوع، قوية الحوار، سريعة الحركة الا أن فيها بعض الطول. وكلامنا عن الرواية يتناول أمرين موضوعها وبناءها. أما الموضوع فحيوي جليل خليق بالعناية والنظر، هو موضوع الأسرة المصرية الذي طالما أثار الانتقاد، وبعث على الشكوى.
فبنات اليوم من الروايات ذوات الفكرة التي تبحث في نظام الأسرة وتنبه إلى الخطر الذي تتعرض له من الزواج المبني على اختلاف المشارب، وتباين الطباع، وتنافر الأهواء،