الذي تعقده المصادفة ولا يقوم على أساس من حرية الاختيار وائتلاف المزاج.
أحسن المؤلف اختيار موضوعه وأجاد بسطه وإن كان قد عنى بالتأثير أكثر من عنايته بالتحليل والتعليل.
جمع المؤلف بين اثنين مختلفي الأفكار برباط الزواج وقد نكد حظ الزوج به وساء طالعه فزوجته تختلف عنه عقلية ومزاجاً ولكنه سرعان ما يجد في أختها (لطيفة) فتاة تستطيع أن تفهم سر نفسه وتنظم أمور حياته. ويحلو الحب للعاشقين ولكن الزوجة (خديجة) تعلم أمرهما إذ يعثر أبوها على رسائل باللغة الفرنسية تبادلها الحبيبان فيطلب منها قراءتها فتعرف الحقيقة ولكنها تكتمها، مدعية أن ليس فيها ما يريب. ولكن لطيفة تحمل فتأتي إلى عيادة حبيبها وزوج أختها (الدكتور صادق) ليجهضها بعد أن ادعت أنها مسافرة لضيعة إحدى قريباتها. ولكن خديجة تفاجئها فإذا علمت أن أختها في خطر نسيت نفسها واهتمت بأمرها. ولكن الحالة تتحرج بدخول (سامي) خطيب لطيفة وابن عمها. وتنقذ الزوجة الموقف ثانياً فتدعي أن أختها اصطدمت بسيارة فجاءت إلى الطبيب.
تنقضي فترة من الزمن يأتي بعدها عم لطيفة يطلب يدها لأبنه سامي فيوافق الأب ولكن الابنة ترفض فلا يأبه لها ويمضي في تنفيذ إرادته. وتخلو لطيفة بابن عمها فتعلن إليه أنها لا تستطيع أن تقبله زوجاً لأنها لا تحبه. ويعود الأب فيملي عليها إرادته ولكنها لا تطيع، فيثور ويحتد فتضطر الفتاة إلى أن تعلن أن رفضها للزواج من أبن عمها إنما كان لإنقاذه وتسأل سامي أيقبل أن يتزوج من فتاة ساقطة سلمت نفسها لغيره. فيجن جنون الأب ويسألها عن الجاني فيخبره صادق بالواقع بعد أن ينبئه أن جهله وغطرسته وتشبثه بتزويج ابنته الكبرى قبل الصغرى كالتاجر الذي يريد التخلص من بضاعته القديمة قبل الجديدة قد دفعهما إلى هذا الموقف الأليم. لكن الأب لا يسمع ولا يرحم فإذا البيت شعلة من نار تحاول لطيفة أن تطفئها فتلقي بنفسها في النهر فيلحق بها صادق وسامي.
وتنجو لطيفة ويطردها أبوها فتبحث عن عمل فتلجأ إلى بيت حقير يأويها. أما صادق فيسجن لقاء جريمته ثم تنقضي مدة السجن فيعود إلى حبيبته ويتفقان على أن يغادرا البلاد معاً ليستأنفا الحياة من جديد. ثم تقبل خديجة وابنها ترجو من زوجها أن يتركه لها فيودعهما باكياً مستغفراً. ولهذا الموقف أثره في نفس لطيفة فتأبى الرحيل مع صادق حتى يبقى