للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الكُتبُ

أبو الهول يطير

تأليف الأستاذ محمود تيمور بك

للدكتور أحمد فؤاد الأهواني

عندما قرأت هذا العنوان في إعلانات الصحف قلت لعل الأستاذ تيمور يعني بأبي الهول نفسه، فهو رمز المصري كما هو رمز الصمت. وفي التسمية دلالة لا بأس بها، فنحن نستعير كثيراً من الأشياء المصرية كالنيل والأهرام وما إلى ذلك دلالة على القومية المصرية. حتى إذا شرعت في قراءة الكتاب اتضح لي أني كنت واهما فيما ذهبت إليه، لأن المؤلف لا يقصد نفسه بهذه الاستعارة، وإنما يقصد الطائرة التي أقلته من مصر إلى أمريكا، أو إلى الولايات المتحدة على وجه التحديد، بلاد الحضارة والمدنية الحديثة، أو الدنيا الجديدة كما يقولون.

ولا ريب في أن أمريكا تستحق من الشرق أن يتعرف إليها، بعد أن أصبحت محط أنظار العالم، وبعد أن انتقلت إليها الحضارة العلمية الحديثة، فانتهت إلى كشف القنبلة الذرية، فسبقت بذلك سائر الدول التي كانت تحمل لواء العلم والمدنية.

كنا إذن في حاجة إلى معرفة هذه الدولة العظيمة الناشئة، وما فيها من نظم اجتماعية، وأحوال عمرانية، وتقاليد يصطبغ بها أهلها، وعادات تشيع في سكانها.

وهذا ما فعله الأستاذ محمود تيمور بك في كتابه (أبو الهول يطير). صور فيه رحلته إلى تلك البلاد، وسجل ما شاهده في السماء والأرض، والفندق والشارع، والمطعم والملهى، وفي كل مكان، وفي كل ركن من الأركان، فكان الناقل الأمين الذي شاهد بعين المصري الشرقي تلك البلاد الجديدة الغريبة.

فهي إذن رحلة (أمريكانية) كان من الخير أن يصورها لنا المؤلف في هذا الأسلوب الطائر، حتى تلائم ما عرفناه عن أمريكا التي تحسب حساب السرعة والزمن في كل عمل. فإذا كان ابن بطوطة أو ابن جبير يقطع الواحد منهما الرحلة في أعوام، فلا عجب أن تجد محمود تيمور يقطعها في شهور. وأن يصل من القاهرة إلى نيويورك في ساعات.

<<  <  ج:
ص:  >  >>