(هذه صورة وليست قصة!. . تمتاز بألوان من الوصف الدقيق
وتزخر بصنوف من التصوير البارع. . . يعرضها تشيكوف
- ذلك الكاتب العظيم - بريشته الفنانة وقلمه الصنع. . .
فيبدع الوصف ويجيد التصوير وتجيء آية بينة واضحة على
قدرته البيانية وقريحته الخصبة وعبقريته في رسم المشاعر
الإنسانية، والاحساسات النفسية. . .
فهو يجلو لنا صفحة رائقة شائقة من حياة مخلوق من البشر. . . أصابته حمى (التيفوس)، فخر صريعها. . . وراح يعاني آلامها وبلواءها. . . وأحسب أن هذا لا يتيسر إلا لمن كابد الآلام، وثقلت عليه وطأة المرض. . . فأشتد تأثره به.! وأخرج لنا هذه الصورة المجلوة الحقة التي لا يدخلها باطل. . ولا تخالجها مبالغة!. .)
(م جميل)
كان القطار ينساب بين الربوع في سرعة وفي صخب، بعد أن خلف وراءه (بتروغراد) وغايته (موسكو)!. . . وفي إحدى عرباته جلس الضابط (كليموف) وهو شاب تجلت على سيمائه آيات العناء والألم!.