ومن أجلها عد الأصوليون القصص القرآني من المتشابه - ولقد نتج عن ذلك طريقتان في التفسير طريقة الخلف، أما الأولون فيذهبون إلى أن كل ما ورد في القصص القرآني من أحداث قد وقع وأما الآخرون فلا يلتزمون هذا (أي لا يقولون بأن كل ما ورد في القصص القرآني من أحداث قد وقع) وعلى طريقتهم جرى الأستاذ الإمام).
مسكين أنت يا أيها الأستاذ الإمام، لقد صرت عند هذا (العامري) إماماً في تكذيب القرآن، وفي الكفر بالرحمن، ومساكين أنتم يا أيها الأصوليون. .
وكل شيء إلا الأصول من فضلك! مالك وللأصول؟ ولماذا تهرف بما لا تعرف حتى تطلق الألسنة بغيبتك؟ ومن قال لك إن الأصوليين يعدون القصص من المتشابه؟ وهبهم قالوه أفتدري أنت ما المتشابه؟ وفي أي كتاب رأيت هذا؟ ومن أي عالم سمعته؟ أو ما كان خيراً لك لو اشتغلت فيما تحسن؟ وتركت لغيرك التدليل على أن قصص القرآن أساطير كأساطير هوميروس، وروايات كروايات دوماس، ما دام غرضك كما تقول (غرضاً دينياً هو تخليص القرآن من مطاعن الملاحدة والمستشرقين)؟ ولا والله، ما غرضك إلا (الشهرة. . .)، ولن أكون عوناً لك عليها بعد اليوم!
علي الطنطاوي
هل كان معاوية كاتب وحي؟
ذكرت في كتابي (أبطال الفتح الإسلامي) في ترجمة الإمام علي كرم الله وجهه أن كتبة النبي صلى الله عليه وسلم كانوا ثلاثة وأربعين منهم أبو سفيان وابناه معاوية ويزيد وقد سرد هذه الأسماء كثير من المؤرخين كابن كثير وغيره، ولكن ابن أبي الحديد، ذكر في شرحه لنهج البلاغة أن ما عليه المحققون أن معاوية بن أبي سفيان لم يكن من كتبة الوحي، بل كان هو وربيعة التميمي لا يكتبان للنبي صلى الله عليه وسلم إلا مكاتبات الملوك ورؤساء القبائل. أما كتبة الوحي فكانوا علي بن أبي طالب وزيد بن أرقم وزيد بن ثابت رضي الله تعالى عنهم)