نشر الدكتور الفاضل أسامة في مجلة الرسالة الغراء مقالا له قيمته الطبية في ختان الأنثى، وقد ذكر بعد أن أثبت ضرره أنه ليس من الدين في شيء وإنما هو عادة خاصة بأهل مصر مسلميها وأقباطها. وقد رد عليه بعض الفضلاء بأن ختان الأنثى من الدين، لأن الأئمة نصوا عليه في أحكامهم المستنبطة من السنة، فقال الشافعي وكثير من العلماء إنه واجب، وقال مالك وأبو حنيفة إنه سنة، ومأخذ هذه الأحكام أحاديث كثيرة منها: الختان سنة للرجال مكرمة للنساء. ومنها: يا نساء الأنصار اختضبن غمسا، واختفضن ولا تنهكن. والخفض في هذا الحديث هو ختان المرأة
وإني أرى أن الدين لا يخدم بهذه الطريقة، لأنها تخلق بينه وبين العلم من العداء ما تخلق، وليس من مصلحة الدين معاداة العلم، وقد قرر سلفنا الصالح في مثل هذا أنه إذا تعارض دليل النقل ودليل العقل وجب تأويل دليل النقل بما يوافق دليل العقل. وهذه قاعدة جليلة توفق دائماً بين العلم والدين، ويجب أن نجعلها دائماً نصب أعيننا، وألا نحيد عنها في كل ما يعرض من خلاف بين الدين والعلم
فلنقل للدكتور (أسامة) دعك الآن من التعرض لختان الأنثى من ناحية الدين، فالتعرض له الآن من هذه الناحية سابق لأوانه، لأنه يجب أولا أن نصل إلى قرار إجماعي في هذه المسألة من الأطباء، وبهذا نكون أمام دليل قاطع من العلم والعقل، ويمكننا أن نبحث هذه المسألة على ضوئه من ناحية الدين، والأحاديث التي وردت فيها من أحاديث الآحاد، وأمرها في ذلك أسهل من غيرها من أدلة النقل
عبد المتعال الصعيدي
الإبهام والغموض في التصوف
قرأت كلمة الأستاذ محمد منصور خضر في عدد الرسالة ٥٤٤ تعليقاً على كلمتي عن الإبهام والغموض في التصوف، وهو في دفاعه عن التصوف يؤيد فكرة الغموض صوناً لأسرار المتصوفين؛ على أن المنطق السليم يأبى أن يكون معرفة الحق احتكار الفئة