أعرف الصديق العزيز الأستاذ (طاهر الطناحي) أديباً محققاً يجمع في ثقافته وفي كتابته بين طلاوة الحديث وعراقة القديم، ولكن يظهر أن الحياة الصحفية تتعجله في بعض الأحيان فيهفو، وقديماً قالوا لكل عالم هفوة، وهو حكم يجرى على سائر العلماء. . حتى الأستاذ الطناحي.
شوقي. . . وليالي سطيح:
فقد كتب الأستاذ في العدد الأخير من (الهلال) مقالا تحدث فيه عما كان (بين شوقي وحافظ) من منافسات ومدافعات في ميدان الشعر وفي ميدان الحياة، قال فيه:
(. . . وكانت لشوقي بدوات وغفلات أغضبت حافظاً وحركت في نفسه نزوة الشباب، حتى إنه لما أنعم الخديوي عباس على حافظ برتبة البكوية وأقيمت له حفلة تكريم ترأسها شوقي صامتاً ولم يهنئ صديقه ببيت واحد؛ ولم يفت ذلك حافظاً، فحملها له مع ما حمل من أشياء، ولما وضع كتابه (ليالي سطيح) تناول فيه ديوان (الشوقيات) الأول ونقده نقداً لاذعاً. . .)
ثم أورد الأستاذ بعد ذلك ما قاله حافظ في (ليالي سطيح) عن الشوقيات. .
قلت: هذه رواية تحتاج إلى تحرير وتصحيح، فإن حافظاً قد أخرج (ليالي سطيح) للناس، وقال فيها ما قال عن شوقي والشوقيات عام ١٩٠٨م. أما حفلة التكريم التي أقيمت له لمناسبة الإنعام عليه برتبة البكوية، والتي ترأسها شوقي صامتاً، فقد كانت عام ١٩١٢م، أى بعد ظهور (ليالي سطيح) بأربع سنوات، وإذن فالحكم الذي انتهى إليه الأستاذ في هذه الرواية غير صحيح، لأنه بناه على مقدمات مغلوطة التاريخ.
مال واحتجب:
تلك واحدة، وهناك ثانية، فقد أورد الأستاذ في مقاله الرواية التالية فيما كان (بين شوقي وحافظ) فقال:
(وحدث أيضاً أن أقيم مرقص في قصر عابدين ذات ليلة، فحرك هذا المرقص من شاعرية