للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[القوة الحربية لمصر والشام في عصر الحروب]

[الصليبية]

للأستاذ أحمد أحمد بدوي

- ٦ -

وكان الجندي يمضي إلى القتال لابساً درعه، وعلى رأسه المبيضة أو المغفر، وفي يده ترسه أو درقته، ويتسلح بالسيف أو الرمح أو الحربة أو الدبوس، وهو عصا من خشب أوحديد، مضلعة ملبسة بالكيمخت الأحمر والأسود ذات رأس مدورة مضرسة، أو اللت وهو كالدبوس ولكنه ذو رأس مستطيل، أو المستوفيات وهي عمد من حديد طولها ذراعان مربعات الأشكال لها مقابض مدورة، أو الخنجر أو القسى والسهام والنبال والنشاب.

ويسير الجيش إلى الحرب وأهم ما معه من آلات القتال والحصار المجانيق، ومنها الكبار تحملها مائة عجلة، ومنها دون ذلك، ومن أنواعه ما يشد بلوالب وأقواس، أو يدار كالمفلاع. ويستخدم المنجنيق غالباً لهدم الحصون بالحجارة مضخمة أو لرمي الأعداء بالنبال أو العقارب ونحوها من آلات الأذى، أو لإحراق أماكن العدو بالنقط وغيره. فأن كانت المقذوفات خفيفة ثقلوها بالرصاص، وإن كانت من الشواعل كالنفط ونحوه صنعوا لها كفة علقوها بسلاسل.

والعرادات وترمى بالحجارة المرمى البعيد أيضاً، وهي أصغر من المجانيق.

ويتخذون الدبابات لتسلق أسوار العدو، وهي آلات من الخشب السميك. وقد تكون طباقاً، وتغلف بالجلود المنقعة في الخل لدفع النار، وتركب على عجل مستدير يدفعها الرجال ويصعد الجند في أعلاها ويستعلون على السور، وينزلون فوقه أو يحاربون المحاصرين من أعلى السور. وقد يستخدمون الدبابات لهدم الأسوار فيسيرونها ويحتمون بجدرانها، ويجعلون رأسها محدداً يصدمون به الأسوار حتى تهدم، أو يتخذون لهدم الأسوار الكباش، وهي كالدبابات ولكن رأسها في المقدمة مثل رأس الكبش، وهو متصل في داخل الدبابة بعمود غليظ معلق بحبال تجري على بكر معلقة بسقف الدبابة لسهولة جره، فيتحصن الرجال في الداخل، ويتعاونون من داخل الدبابة على ضرب السور حتى يمزقوهأو يتخذون الزحافات يدقون بها الحصون والأسوار. وبها أبراج للجند مجهزة بالقسى.

<<  <  ج:
ص:  >  >>