للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

القَصَصُ

قوة الحب

للقصصي الإنجليزي الشهير فيرنيك مولنار

بقلم الأديب سيد أحمد قناوى

(حيث لا يوجد الذهب، يوجد ما هو أقوى منه ذلك هو الحب القوى الجارف الذي لا يقاوم)

أخذ الهواء يعبث بالدخان الذي يتصاعد من إحدى مداخن قصر الكونت (سكارلث) ولكن أحداً في الأرض الفسيحة لا يستطيع أن طهاة (الكونت) يعدون له طعام الإفطار في الساعة المبكرة، ولو تسنى لأحد من سكان هذه القرى التي بعثرت حولها قصور النبلاء أن يدرك حقيقة ما يحدث في قصر الكونت - لعرف أن هذا الدخان يتصاعد من معمل الكيماوي (كونارد سوبابولو) الذي يقيم في قصر الكونت منذ ثمانية عشر شهراً ليحول له الرصاص وغيره من المعادن الخسيسة ذهباً. . .

والواقع أن الكيميائي الكهل لم ينجح في تجربة واحدة من تجاربه العديدة على رغم ما أنفق من الجهد في هذا السبيل.

وكان يبعث بكل ما يصل إلى يده من أموال (الكونت) إلى زوجة قد أنكرها وطفل قيل له إنه ابنه. . .

وعندما أحس بأن (الكونت) قد أخذ يضيق بإقامته ونفقاته، أراه قطعة صغيرة من الذهب لم تتحول من الرصاص ولا من غيره، ولكن (الكونت) الشرير برغم درايته بكل وسائل الخداع لم يدرك أن قطعة الذهب وضعت خفية مع الرصاص الذي ترك يغلي على النار أمام عينيه طوال الليل.

إلا أن هذه القطعة الذهبية، قد فتحت ثغرة في حياة الكيميائي الكهل فإن (الكونت) قد اعتقد أن الرجل ليس جاهلا ولكنه لص يسرق الذهب الذي يستخرجه من الرصاص.

وقد أقسم له الكونت أنه إذا لم يقدم إليه في الصباح قطعة كبيرة من الذهب الخالص فسيقوده بيده إلى أعلى برج في القصر ثم يقذف به إلى أرض الحديقة.

وكان (كونارد) يعرف أنه سيلقى حتفه في غده، فإن (الكونت) لا يحنث في يمينه. فقد أقسم

<<  <  ج:
ص:  >  >>