للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[آراء حرة]

بين العقاد والرافعي

للأستاذ سيد قطب

كنت قد أعددت هذه الكلمة قبل أن أقرا كلمة الأستاذ سعيد العريان الأخيرة، ومقدمته لها. قلما قرأتها لم أجد أن أغير في كلمتي شيئاً. . .

وبقى أن الأستاذ يقول عما كتبت: (ومع ذلك فأن ما أتى به من النقد ليس بشيء عندنا). فإن كان يكفي في الحكم أن يقول الإنسان هكذا فيكون ذلك قضاء، فإننا - على طريقته - لا نتكلف أكثر من حذف أداة النفي فنقول: هو (بشيء) عندنا) وبذلك تنتهي!

وبقي أنه عرض بي في ثنايا مقاله بعد ما تخلى عن الرد وقال إنه مؤرخ. . تعريضا غير لائق. فما مثلي بمن يحتاج لمن يفهمه أدب الرافعي وليس فيه شيء لمثلي غير مفهوم، وما هو بصاحب طريقة في الفكر والفن، إنما هو صاحب طريقة في التعبير، وأنا أحد الأخصائيين في اللغة التي يعبر بها.

على أن هناك ما يضع حداً للجدل. أليس الأستاذ سعيد العريان يفهمه؟. بلى. فأنا إذن من باب أولى أفهمه.

سيد قطب

- ٣ -

حين قال الأستاذ سعيد العريان عن نقد الرافعي لوحي الأربعين: انه بلغ فيه ذروته، وجمع كل فنونه، كان صادقا في قوله، وكنت مخطئا في الاعتراض عليه، كما اتضح لي الرأي في هذا الأسبوع الأخير!

وحين قلت: أن الرافعي أديب (الذهن) لا أديب (الطبع) وانه ينقصه (القلب) المهيأ للحب، وانه لا يعنيه إلا أن يصور الحقائق الوقتية الصغيرة في صورة خلابة، لم يكن هذا المعنى واضحاً محدداً في ذهني كما اتضح في هذا الأسبوع الأخير!

وحين ذكرت أن الرافعي ذكي، قوي الذهن، كنت متسامحاً جد التسامح أو مبالغاً جد المبالغة، ولم أعلم ذلك كله علم الأسبوع الأخير! وإليك البيان. . .

<<  <  ج:
ص:  >  >>