وكان لموقع عدوى خطورة خاصة من حيث الاحتشاد في (ادجرات) حيث يوجد طريق يربط عدوى بأسمرة تواً بعد أن يمر بغوندت ويقطع خط الاتصال على القوات في ادجرات، وإذا أرادت الانسحاب تكون القوة الحبشية في عدوى قد سبقتها إلى اسمرة، بينما موقع أسمرة خطير وهو واقع على عقدة الجبال ويستر ميناء مصوع.
نعم يوجد طريق آخر يربط ادجرات بزولا في جنوبي مصوع وتستطيع القوات أن تتمون وتنسحب بواسطته إلى الساحل عند الحاجة، بيد أنه لا يستر الميناء (مصوع)، وهذا الميناء هو القاعدة لجميع الحركات ومنه تتمون حاميات (كرن) و (كسلا)، ولم يكن البريطانيون راغبين في إخلاء كسلا قبل أن يقضوا على حركات المهدي تماماً.
وقد أدى جمع القوات في ادجرات إلى مجابهة القيادة الطليانية مشكلة التموين. وكان في عدوى مقدار كبير من الذخائر اضطر الطليان إلى إتلافه لما انسحبوا منها. ولم تكف وسائل النقل لنقل المؤن. وبدلاً من أن يمونوا الوحدات الأهلية أخذوا يدفعون إليها الدراهم بدلاً من الأرزاق، بينما كانت الأرزاق قليلة، وكانت الأحوال جميعاً تدل على أن الطليان وقعوا في مأزق لا يمكنهم الخروج منه إلا بصعوبة.
فأرادت الحكومة الطليانية أن تنقذ الموقف بإرسال قوات جديدة إلى أريترة، وقررت من جهة أخرى إنزال القوات في ميناء زيلع للتقدم نحو هرر واستمالة المسلمين إلى جانب إيطاليا وتهديد العاصمة (أديس أبابا)، فتضطر القوات الحبشية إلى الإنقسام. بيد أن حكومتي بريطانيا وفرنسا لم توافقا على إنزال القوات الطليانية في ميناء زيلع في الصومال البريطاني لأنهما كانتا قد اتفقتا على اعتبار مقاطعة هرر من الأملاك الحبشية. وهذه المقاطعة الكثيرة السكان تتجر مع المستعمرتين الفرنسية والبريطانية، ولكلتا الدولتين منافع خاصة فيها.
والذي زاد الطين بلة أن الخلاف ظهر بين القيادة الطليانية في أريترة وبين الحكومة الطليانية في رومة. وكانت البرقيات التي يرسلها رئيس الحكومة (كريسبي) تندد بأعمال