للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الجنرال باراتيري، وكلما ورد خبر مؤلم إلى إيطاليا تثور زوبعة في رومة تنتهي بإرسال برقية شديدة اللهجة إلى حاكم المستعمرة وقائدها.

ومن هذه البرقيات البرقية التالية التي أرسلها رئيس الحكومة إلى الحاكم العام بعد وصول أخبار نكبة (امبا - الاغي):

(أرسلنا إليك أكثر مما طلبت ولا نزال نرسل. وإذا كان سبب المصائب عدم كفاية وسائلك أو قلة كفايتك فالويل لك).

وفي البرقية الأخرى يذكر ما يلي:

(يظهر لنا أن في روحك شيئاً من الخيبة والتردد).

وطلب الجنرال إرسال أربعة عشر فوجاً وخمس بطريات جبلية؛ بيد أنه لم يفكر في كيف يتمكن من تموين هذه القوات بينما كانت القيادة عاجزة عن تموين أولئك الموجودين في المستعمرة، وكان يبحث في القيام بالهجوم من جديد. وكان جواب (كريسبي) إليه ما يلي: (أنا لا أريد منك خطط حركات، وإنما أرغب إلا تتكرر الهزائم).

وفي ٨ يناير ١٨٩٦ أبرق الجنرال (باراتيري) أنه لا يريد إرسال قوات لأنه لا يتمكن من تموين القوات الموجودة عنده. وبعد سقوط قلعة (مكلة) تأكد من كثرة قوات الحبشة التي عسكرت بين (مكلة) وادجرات، فقرر ترك مقاطعة (تيجري) والانسحاب بقواته إلى مصوع، وطلب الموافقة على ذلك من رومة، إلا أن الحكومة الطليانية لم تشاركه في هذا الرأي، وكان كريسبي يستهزئ بباراتيري مبرقاً إليه: (إنك مصاب بالتدرن).

فلم ير الجنرال بداً من رمي الجيش الإيطالي في النار

٨ - قبل معركة عدوى

لما حاصر ماكونين قلعة (مكلة) عسكر منليك بجيشه بين القلعة و (ادجرات)، ولما سقطت (مكلة) وافق على ذهاب الأسرى مقابل مال تدفعه إليه الحكومة الطليانية. وكان رسول كريسبي يفاوض منليك في هذا الشأن. وسافر الموظفون المدنيون أولاً إلى (ادجرات)، وبعد خمسة عشر يوماً سافر الجرحى والمرضى على البغال التي أخرجتها الحامية من القلعة لقلة الماء فيها

وقد أظهر النجاشي مقدرة حربية بالاستفادة من سوق الأسرى. ولم تكن القوة المحتشدة في

<<  <  ج:
ص:  >  >>