[قبرة شيللي]
للشاعر الإنجليزي توماس هاردي
كتبت في إيطاليا حيث كتب شيللي مقطوعته الشهيرة (القبرة)
هنا بعض شيء - حول هذا المكان - يستريح ملاصقاً أمينا للأرض الناسية العمياء
بعض شيء ترك قلب الشاعر فياضاً
قبضة مجهولة من تراب لا يُرى
تراب القبرة التي سمعها شيللي وخلدها لكل الأزمان
على أنها لم تعش إلا كمثل عصفور من العصافير
ولم تعلم أنها أصبحت مخلدة
قضت حياتها العذبة ثم سقطت يوما كتلة من ريش وعظام.
أما سؤالك كيف هلكت وهي ترجع أنشودة الوداع
وأين استقر رمادها
فهذا أمر مجهول.
ربما تستريح تحت عيني في التراب
وربما تخفق بين أوراق الرياحين
وربما تنام في ظاهر لون عنقود يتلون في منحدر التلال
بعيداً عن البحر
ألا فتشن عنها أيتها الجنيات!
ألا فتشن عنها هذه القبضة الصغيرة من الرماد من غير ثمن
وخذن آنية موشاة بالفضة مغشاة بالذهب، مرصعة باللؤلؤ
إننا سنضعها فيها بأمان، ونسلمها إلى أبد الزمان
لأنها بلغت ذروة الذهول السامي في التفكير والألحان
خليل هنداوي