للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[البريد الأدبي]

صاحب اللحية البيضاء

١ - سيدي الفاضل رئيس تحرير الرسالة الغراء

صورت لنا في عدد الرسالة الماضي بقلمك الممتاز صورة صادقة حية لمجرم بالطبع الذي نادى بوجود أمثاله العبقري الفذ لمبروزو إذ يقول إن عدداً كبيراً من المجرمين معرضون حتماً لارتكاب الجرائم إذ يولدون وتولد معهم غرائز سيئة تحول بينهم وبين المعيشة الصالحة، وما يستطيعون لنزعات الشر مقاومة. ويتميز هذا المجرم بصفات خَلقية وخُلقية: فهو قصير القامة كذي اللحية البيضاء، صغير الجمجمة؛ ضيق الجبهة، ناتئ عظام الخدين، دقيق الشفتين، غائر العينين، مفرطح الأذنين، كبير الفك الأسفل، بليد الحس الأدبي

ولئن فشلت نظرية هذا الجهبذ فما كان ذلك إلا لأنهم خشوا منها على الأخلاق، فما دام المجرم يعلم أن الجريمة مقدرة عليه كقسمة الأرزاق، مات ضميره واندفع كالتيار العرم يكتسح أمامه كل شيء، ولا يصبح لكلمات العدالة والجزاء والقصاص قيمة ما، ومعنى ذلك الفوضى المطلقة. على أن علماء الوراثة بما قاموا به من دراسات فنية وإحصائية قد أقاموا الدليل على وراثة صفات الإجرام من جيل لجيل تذكيها فساد البيئة وانحطاط الوسط الاجتماعي

فليتك يا سيدي المحترم ترشدنا نحن أعضاء معهد الدراسات الجنائية العليا إلى هذه الشخصية النادرة. فما وجدنا طيلة دراستنا بالسجون المصرية والإصلاحيات إلا إجراماً مكتسباً؛ فلعلنا نجد في ذي اللحية البيضاء ما يؤيد نظرية العالم الإيطالي

عباس فهمي محمد بدر

بالمعهد الجنائي

(الرسالة):

الصفات التي ذكرها الكاتب الفاضل تنطبق على ذي (اللحية البيضاء)، وهو الآن سجين بمركز طلخا، ومن الممكن زيارته فيه

<<  <  ج:
ص:  >  >>