للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الكُتُب

محمد رسول الله

تأليف مولاي محمد علي

تعريب مصطفى فهمي وعبد الحميد جودة السحار

للأستاذ محمد محمود زيتون

الكاتبون في السيرة النبوية في العصر الحديث على ثلاث فرق: فريق خصوم الإسلام من الغربيين، وفريقان من المسلمين أحدهما مقلد والآخر مجدد.

أما الخصوم فقد أخذتهم روعة السيرة فعكفوا على دراستها يبتغون إحصاء المآخذ على الإسلام وترويجها في أوساطهم، وقلما يعترف أحدهم بمواطن العزة والفخار في تراثنا، لأنهم يخشون انهيار ما يستمسكون به من مبادئ واهية، إذا هي قيست بالصروح العالية التي أقامها الإسلام.

وهؤلاء - على خصومتهم الظاهرة - لم يكن بمكنة بعضهم أن يغمط الحق - لأنهم وهم المبشرون بحرية البحث، والمنهج الموضوعي، يخشون أن يتناقضوا مع أنفسهم حين تزل أقلامهم إلى مزالق التعصب الوخيم، ومع ذلك فهم طالما يلبسون الحق بالباطل ابتغاء الفتنة.

وهذا الفريق كان - ولا يزال - خطراً على الدعوة للإسلام في الغرب. حتى لقد وقع فلاسفة القانون ومنهم منتسيكو في أخطاء جسيمة، نتيجة للاستقراء العاجز، الذي قدمه لهم شركاؤهم في الإفك والتضليل.

والفريق الثاني من كتاب السيرة هم أصحاب المدرسة التقليدية أو بتعبير آخر هم الذين يؤمنون إيمان العجائز يصدقون كل ما ورد في السير، فلا يفرقون بين الغث والسمين، أو بين الأصيل والدخيل، فجاءوا بموجزات لا يكلفون أنفسهم فيها عناء التمييز، ولا يسعون إلى البحث وفق منهج خاص، وهؤلاء لا قيامة لهم في موازين النقد، ولا سيما في انحدارهم وراء المتواتر من الأنباء غير ملتفتين إلى الإسرائيليات المدسوسة في السير، والإسلام منها بريء.

<<  <  ج:
ص:  >  >>