(تمت علينا بركات سنة (١١٤٣هـ) فعملنا عاشورا وتألفنا للسير إلى الزيارة، وتأهب معنا جمع أخيار منهم الأخ الأمجد العديم الأنظار الشيخ أحمد المراغي سالف الإعصار، والأخ محمد سعيد البصري البار، وزكريا النسيبي السيار، وجملة حضار وبتنا في السيد (شمويل) ومن حماه كمن للأوكار طار، وإن استقر منا للراحة في بعض العمار قدار إلى بلدة (لد) المعمورة الجهات والأقطار، بالمدرات المسرات المار من أخطار، واجتمعنا بصديقنا الفاضل المسعود الشيخ أبي السعود، فأكرم وحيا، وزرنا أخاه المرحوم الشيخ حسين رحمه الله، وسرنا صباحا إلى يا زور ونزلنا دارا تعزى إذ تنسب للملاح وبتنا ليلة الخميس يبسط ما عليه مقيس، وفي ذلك اليوم الجالب التعيس، سادس عشر محرم توجه الأخ زكريا (نسيبه) ليغتسل في البحر، وما درى السباحة يقيس، فغاب فيه روحا وجسما عن العين، وما ظهر إلا يوم الجمعة فكدر رائق وقت أنيس، ثم أنا استرجعناه ودفناه في مقبرة الجامع الجديد التأسيس، وسرنا إلى الحرم نترحم على المفقود وعملنا له ختمة قدها يميس، وأهديناه تهليلة جليلة، وكان الحاج حسن المقلدي (الجيوسي) وفد علينا الاسكلة، وأقمنا في الزيارة ليلتين، وودعنا وسرنا إلى أن دخلنا قرية المذكور (كور) ومنها تعلقت بنا حمى الربيع الجالية الأجور، لسابق قضاء وقدر مسطور، وولجنا نابلس المحروسة الطلول