صديقي الأديب النابغة فليكس فارس علم من أعلام البيان في الشرق العربي، عرفته العروبة على منابرها في سوريا ولبنان خطيباً مفوهاً يدعو لإحياء الثقافة العربية؛ وعرفته لغة الضاد ذائداً عن حياضها أمام تيار العجمة الدخيل؛ وعرفه الشرق العربي رسولا يرفع رسالة غيبيات الشرق أمام يقينيات أوربا الجارفة
و (رسالة المنبر إلى الشرق العربي) التي أصدرها منذ عامين صرخة مدوية إلى الضمير العربي تظهر لك فليكس فارس على حقيقته. فهو ينظر للعالم من ناحية ارتضاها شعوره فسكن إليها عقله، وقبلها وجدانه فنزل عندها فكره. فهو شاعر في تفكيره وفنان في منطقه وداعية في علمه؛ ولهذا تقع على الشيء الكثير من المفارقات في كتابه، تلك التي أجليناها في نقد مستفيض نشرته لنا مجلة (العصبة) في العدد الثاني والثالث من السنة الرابعة. ذلك أن فليكس فارس رجل يؤمن بخيالات الأمس ويعيش في ذكريات الماضي، فهو يعيش في الحاضر بكيانه المادي، أما عقله وروحه فهماً في الماضي، ينظر إليه بمنظار ناصع مكبر؛ أما الحاضر فمنظاره أسود مصغر، ولهذا تجده يهيب بأهل المشرق أن يخلعوا عنهم رداء مدنية الغرب التي لبسوها في العصور الأخيرة وأن يرجعوا لفطرتهم التي تفجرت منها في الماضي أنوار الموسوية والعيسوية والمحمدية
هذا هو صديقي فليكس فارس كما عرفته من مطالعة كتابه (رسالة المنبر)
ولقد ترجم أخيراً أثرين عن اللغة الفرنسية، أولهما قصة لألفريد دي موسيه، وثانيهما كتاب زرادشت لفردريك نيتشه
وترجمة هذين الأثرين من قبل صديقنا فليكس فارس مدعاة لنا للتساؤل عن الأسباب التي دفعته لترجمتها!
يقول أديبنا النابغة في تمهيد لقصيدة (رولا) لألفريد دي موسيه وقد نشرتها له المقتطف في