للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[دراسات في الأدب الإنكليزي]

٤ - وليم وردزورث

بقلم جريس القسوس

تتمة

الحركة الإبتداعية

أما أبطال هذه الحركة فهم: الفيلسوف الشهير كانت في ألمانيا، والكردينال وسلي في بلاد الإنكليز، وروسو في فرنسا. ولا غرو في أن الأخير كان فارس هذه الحلبة وسيد زعمائها في مختلف البلدان. فقد نادى بالرجوع إلى الطبيعة، وبسيطرة العاطفة على أعمال الإنسان؛ ونظريته في التربية تتلخص فيما يلي: (ترك غريزة الإنسان وجسمه وقواه العقلية تنمو في مجراها الطبيعي، وذلك بنبذ قيود المدنية الحاضرة، والتقرب من الطبيعة)

وبعد مرور نحو ربع قرن على وفاة فيلسوف الثورة رجع شاعرنا صدى صوته في إقليم البحيرات، وأصبح حامل اللواء (الرومانتيكي) في بلاد الإنكليز. وتمتاز هذه الحركة بسمو مقام الرجل العادي، فقد أصبح موضوع الأدب بدل الرجل الأرستقراطي؛ وهذه الميزة تظهر بجلاء في قصص سرولتر سكوت، ودكنز، وفي معظم قصائد شعراء القرن التاسع عشر، وتشجع هذه الحركة حب الأطفال وتقليدهم لأنهم - كما أسلفنا - أقرب إلى الفضيلة من الشيوخ. ولقد رأينا شيئاً من هذا في أشعار وردزورث، وظهر شيء منه في نثر (لامب) وخصوصاً فصله المشهور: (أطفال الحلم)، وفي أشعار سونبرن أحد شعراء القرن التاسع عسر المتأخرين. وتمتاز أيضاً بالولع بالحيوانات الأهلية منها والبرية، وبحب القصص التي تدور حوادثها على الحب والحرب، خصوصاً ما كان منها شائعاً في العصور الوسطى؛ والتي بطلها الرجل العادي لا الأرستقراطي. ومن أهم مظاهرها شيوع الدين والتقوى، والتأمل والبحث في أسرار الكون، والخروج على العادات المألوفة، والتمرد على الهيئة البشرية. ولقد اتُخذ الأدب سلاحاً لمحاربة سخائف الحضارة وقيودها، ومن أهم أبطال هذا المظهر بيرون وشلي وكيتس. وتتميز هذه الحركة أيضاَ بالتقرب إلى الطبيعة

<<  <  ج:
ص:  >  >>