في افتتاحية العدد الماضي أسميتم العيد العشرين للجنة التأليف العيد الفضي. وإن جاز أن يكون في هذه التسمية متسع لاختلاف الآراء، فأني أرى الأولى تسمية بالعيد الصيني، وذلك جرياً على العادة القديمة في بعض الأمم، واتباعاً للمراسيم المألوفة عندهم في الأعراس. فقد اصطلحوا على أن يهدوا للعروسين في ذكرى العرس السنوية الأولى شيئاً مصنوعاً من الورق، وفي الذكرى الثانية شيئاً مصنوعاً من (البفتة)، وفي الثالثة شيئاً من الكتان، وفي الرابعة شيئاً من الحرير، ويتلو هذه الخشب فالحلوى فالزهر فالجلد فالقش فالقصدير فالعقيق، إلى آخر قائمة طويلة يعني باستظهارها من لا يزال يعني بتلك المراسيم ولاسيما التجار. ومن اشهر تلك الأعياد العيد العشرين ويهدى فيه الخزف الصيني، فالخامس والعشرين وتهدى فيه الفضة، فالثلاثون ويهدى فيه اللؤلؤ، فالأربعون وهديته الياقوت، فالخمسون وهو الذهبي، ثم الخامس والسبعون وهو الماسي؛ ومن بلغه فقد عمر دهراً طويلاً. ولاشك أن ربط هذه الأشياء بهذه الأزمان منشؤه في كل حالة خاصة غير واضح، ولكن نستطيع أن نقول على وجه التعميم انه يمت من قريب أو بعيد إلى ما كان يعتقد القدماء في المعادن والجواهر من يمن أو شؤم. حتى لتجدهم إلى اليوم يخصون الفصول والأيام، حتى والساعات بأحجار كريمة خاصة تدر على لابسها، أو الأرجح لا بستها، كل خير وبركة، فالزمرد حجر الربيع لخضرته، والياقوت الأحمر حجر الصيف لان لونه من النار، والياقوت الأزرق للخريف، والماس للشتاء ولونه من لون الثلج، يأخذ النور ويشع بالنور
احمد زكي
الأدب اليوجوسلافي في مختلف أطواره
كثر الحديث أخيراً عن يوجوسلافيا وأحولها لمناسبة مأساة مرسيليا التي ذهب ضحيتها الملك إسكندر. وكان للناحية الأدبية نصيب من تلك الأحاديث؛ فنشرت مجلة (الأخبار