للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الأدبية) مقالاً ضافياً بقلم الكاتب السربي ايفو باربتش عن الأدب اليوجوسلافي في مختلف العصور نلخصه فيما يأتي:

ليوجوسلافيا حضارة قديمة وأدب قديم. وترجع آثار الأدب السربي والكرواتي والسلوفيني القديم إلى القرنين العاشر والحادي عشر؛ وظهرت في القرن الحادي عشر أول آثار باللغة السلافية القديمة بقلم كيريل وميتود رسولي الأدب السلافي، وبلغت الحضارة اليوجوسلافية ذروتها في عصر (نيماجنا)؛ وهرع إلى الأديرة القديمة كثير من شباب الأشراف والأمراء، يعيشون في تقشف، ويدرسون الآداب البيزنطية والنصرانية القديمة، ويترجمون آثارها الخالدة إلى السربية القديمة. وبعد الفتح التركي (سنة ١٣٨٩) دخلت الآداب اليوجوسلافية في طور جديد، وسادة فيها مثل البطولة والعناصر الشعبية والغنائية، وبلغت ذروة هذه المرحلة في القرن التاسع عشر، ولفتت نظر الغرب بشاعريتها القوية المؤثرة التي تقص آلام شعب مهيض وتستوحي ماضيه المجيد، وتدعو إلى تحريره من نير الغاصب

وقامت إلى جانب هذه الحركات الأدبية العامة حركة أدبية محلية في البلقان وعلى ساحل البحر الأدرياتيك في القرنين الخامس عشر والسادس عشر تحت رعاية الحضارة البندقية. فكانت مدينة راجوزا مركزاً لحضارة سربية زاهرة، ونبغ بها عدة شعراء سربيين مثل منتشتش، ودرزتش، وجيورجتش. وبلغ شعر راجوزا غاية ازدهاره بالشاعر جوندلتش صاحب الأثر الشعري الخالد (عثمان)؛ وهي قصيدة قومية كبيرة، تضطرم وطنية، ويطبعها وحي الآداب الرومانية والنصرانية القديمة. وكان للدرامة والكوميدية والشعر الريفي نصيب كبير في هذه الحركة. وتردد صدى هذه النهضة الأدبية الزاهرة في كثير من المدن الساحلية الأخرى مثل زارا، وسبلاتو؛ ونبع بها عدد كبير من الشعراء والكتاب؛ كما ترددت في بلاد الكروات والسلوفين

على أن هذه المظاهر الأدبية كانت تنقصها الوحدة والتناسق حتى القرن التاسع عشر. وكان اعظم العاملين على تحقيق هذه الوحدة الكاتب الكبير فوك كرادجتش الذي لبث زهاء نصف قرن يناضل في سبيل وحدة اللغة الأدبية يؤازره جماعة من أنصاره وتلامذته، فكتب أجرومية اللغة الأدبية، وألف قاموساً، ووضع قواعد جديدة للإملاء. وكتب اوبرادفتش كتباً شعبية كثيرة يدلل بها على وحدة الأصل الذي تنتمي إليه العناصر السربية المختلفة، وكانت

<<  <  ج:
ص:  >  >>