للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[رسالة الفن]

الفن الهندي

للدكتور أحمد موسى

مقدمة

كان لما كتبناه على صفحات (الرسالة) من الأثر ما شجعنا على مواصلة البحث والتحرير في موضوع ظننا لأول وهلة أنه ليس من الموضوعات التي يقبل القراء على قراءتها إقبالهم على غيرها، وقد وصلتنا رسائل عدة، استفهم كاتبوها مرة عن بعض التفاصيل وأخرى امتدحوها فيها خطتنا في الدرس والبحث، وثالثة يطالبوننا بأن نكثر من الكتابة عن الفن الشرقي على وجه الخصوص.

ولما كان تاريخ الفن لا يعنى بعينه دون سواه، ولما كانت رغبتنا هي العمل على إيجاد ثقافة فنية أقرب إلى الكمال، وغايتنا هي الوصول إلى ما يسمو بذوق القارئ، فيستطيع تقدير الجمال والتعرف على ناحية فذة في تاريخ الحضارة الإنسانية كلها، وجدنا أننا نستطيع الآن أن نبدأ بدرس الفن الهندي - وهو فن شرقي - لاسيما وقد فسرنا مميزات الفن المصري، وأوضحنا في شيء من الإسهاب آثار أكروبوليس أثينا، وآثار بابل وآشور كما تناولنا بالبحث بعض أقطاب الفن أمثال روبنز ورمبراندت وجويا وليوناردو وميكيلانجلو ورفايللو دون عناية بترتيب زمني أو مدرسي وقصدنا بذلك تبسيط الدرس

على أن درس الفن الهندي يكاد يكون من الدراسات المعقدة ولاسيما أن معرفتنا بتفاصيل العقائد الدينية في تلك البلاد تكاد تقرب من المعرفة الإجمالية، كما أن المعالم الأولى للفن الهندي مفقودة تماماً بالنظر إلى أن المشيدات الفنية أقيمت كلها من الخشب في أول الأمر فتلاشت معالمها بمضي القرون وأصبحنا أمام آثار حجرية بدأت بعد الوصول بالفن الهندي إلى درجة عظيمة تستحيل معها معرفة المرحلة الابتدائية لهذا الفن؛ كل هذا إلى أن الهند محاطة من الشرق والجنوب والغرب بالمياه، ومن الشمال بجبال عظيمة، جعل الفن الهندي قائماً بذاته لا تجد له نظيراً بين الفنون الأخرى من الوجهة العامة. نعم يرى الدارس المدقق أوجه الشبه بينه وبين الفنون الأسيوية، ولكننا هنا لا نتعمق في البحث والاستقصاء، وكل

<<  <  ج:
ص:  >  >>