ما نريده هو الإحاطة الإجمالية، وفهم أبرز المميزات للفن الهندي، والوقوف على مدى ما وصل إليه الفنان في هذا المجال
وخير وسيلة وابسطها لهذه الغاية هي تقسيم الفن الهندي إلى ثلاث مراحل: الأولى مرحلة البراهمة التي أستمر أثر حضارتها إلى حوالي سنة ٢٥٠ ق. م. والثانية مرحلة البوذيين التي بدأت عندما نادى بوذا بمذهبه في القرن السادس قبل الميلاد، وظلت حتى كان المذهب البوذي هو الدين الرسمي للبلاد بواسطة الملك أسوكا حوالي سنة ٢٥٠ ق. م. أما المرحلة الثالثة فهي المرحلة البراهمية الجديدة التي بدأت عند إدماج المذهب البوذي في المذهب البراهيمي صاحب الغلبة في القرن السابع بعد الميلاد. وقد بلغ الفن الذروة فيما بين القرن الثامن والثاني عشر بعد الميلاد، وبعدئذ دخل الإسلام بسطوته إلى تلك البلاد من القرن الثاني عشر
وبدأ الفن الهندي بمعناه الكامل في المرحلة البوذية حيث توجد أقدم الآثار الجديرة بالتسجيل والدرس والتي يرجع عهدها إلى عصر الملك أسوكا
وخير الأمثلة عليها المباني بأعمدتها التذكارية في (الله أباد) و (دهلي) وغيرهما، وفيها كلها أقيمت هذه العمائر لتسجيل النصر لبوذا
وطراز الأعمدة التذكارية يتخلص في أنها أقيمت على قواعد مستديرة الشكل تحمل تيجاناً على هيئة زهرة اللوتس وعليها الأسد رمزاً لبوذا
هذا إلى جانب بناء مجموعات من الأعمدة التذكارية على قواعد مستديرة الشكل تحمل مباني صامتة من الحجر المحروق، وقد أخذ شكلها التكويني هيئة القباب، وإلى جانبها خصصت غرفة صغيرة لدفن الأجسام المقدسة، أحيطت جميعها بسور عالٍ ذي بوابة كبيرة من الخشب. وأقدم أنموذج لهذا النمط البناء المسمى ستوبا سانتشي، يرجع تاريخه إلى عصر أسوكا، وقد بلغ ارتفاعه سبعة عشر متراً، وبه أربع بوابات ذات نقوش وزخارف بديعة.
هذا إلى جانب المعابد المنحوتة في الصخر والتي يتمثل فيها الفن الهندي البوذي تمثيلاً جيداً، نحتها وهيأها البوذيون، وكانت النمط الذي سار عليه البراهميون فيما بعد. فأنشأوا المعبد على هيئة مربع قسموه بواسطة الأعمدة إلى ثلاثة أجنحة (أشبه بالكنائس بازيليكا)