دللت في مقالي الذي تفضلت (الرسالة) الغراء بنشره في (العدد ٤١٩) على أن عبد القادر حمزة إنما اتجه إلى دراسة (التاريخ المصري القديم) بحثاً وراء (الحقيقة) في ذاتها ولذاتها، وأن هذه الدراسة ملأنه - كمصري - زهواً بمصريته فكان هذا الشعور منه إيذاناً (بالقومية) التي حالفته في بحثه، وأن عبد القادر حمزة مؤلف كتاب (على هامش التاريخ المصري القديم) قرن بين (الحقيقة) إثباتاً (للقومية) ففعل.
وأثبت في مقالي الملحوظات الست - أو الحقائق المريرة - التي وضعها الرجل أمامه وخرجمنها بأن (الحقيقة) ضائعة فيجب إيجادها، و (القومية) ضعيفة فيجب إنماؤها. أما (الحقيقة) فهي أن مدينة مصر لم تقم كما اعتقد المؤرخون الأجانب (على أساس من الخرافات والعقائد الفاسدة)، بل قامت كما دلل هو (على أساس علمي وخلقي صحيح).
هذه هي خلاصة المقال الذي اختتمته بوعد مني لك أن ألتقي بك لندرس معاً (بالتطبيق) الطريق التي سلكها في البحث، والنتائج التي خرج بها، و (النظافة) العلمية التي حالفته في هذا البحث.
وأحب أن أضيف إلى ذلك الوعد (كلمة) لا بد منها كما يقولون، أحب أن أقول إن هذا (التطبيق) بالمعنى الذي أفهمه من هذه الكلمة يسوقنا إلى دراسة مستفيضة بدا لي أن أرحبُها إلى وقت يحفظ على (كرامتي) و (براءتي) بعد إذ ترامي إلى أن بعض خصوم البراءة، يزعمون أني إنما أنشر هذه الفصول ابتغاء مرضاة جريدة (البلاغ) التي أعمل فيها. وليس