إسماعيل (قصر النيل سابقاً)، وتمثال مصطفى باشا كامل الزعيم الوطني في الميدان الذي ينسب إليه اليوم، والذي كان يعرف قبلاً بميدان (سوارس).
وشهدت القاهرة منذ ذلك العهد روحاً علمية لم تشهدها حتى في أيام الفاطميين. فأنشئت الجمعيات العلمية المتعددة كالجمعية الجغرافية التي رأسها الدكتور (شوينفرت) الألماني، وجمعية المعارف التي وضعت تحت رعايتها الأمير توفيق باشا ورياسة عارف باشا لنشر الكتب والقيام على طبعها ترويجاً للثقافة ونشراً للعلم والأدب.
وتبع ذلك سيل فياض من الجمعيات العلمية ذوات النشاط الملحوظ في عهد الملك فؤاد، وهي جمعيات كان جلالته يتولاها بكثير من رعايته وتشجيعه حتى اتخذت طابعاً علمياً، وكان لها مكان وقدم راسخة بين الجمعيات الأوربية المختلفة.
وأنشئت الجامعة المصرية وأخذت تحتضن رويداً رويداً المداوس العالية التي كانت في القاهرة حينئذ حتى ضمت إليها واصبحت كليات تابعة لها ومتفرعة منها إلا بعض معاهد ظلت - لعوامل خاصة - محتفظة باستقلالها أو تبعيتها لوزارة المعارف كدار العلوم وكلية البوليس.
واصبحت الجامعة المصرية قبلة أنظار كثير من أبناء الشرق يولون وجوههم شطرها استغناء بها عن جامعات أوربا. وحفلت تلك الجامعة الفتية بكثير من العلماء الأجانب الذين نشروا فيها علمهم ووسعوا فيها دوائر بحثهم حتى خرج جبل جديد يختلف في مناحي بحثه ودرسه عن الأجيال القديمة.
واصبحت القاهرة اليوم حاضرة إسلامية كبيرة لا تقل عن كثير من حواضر اليوم في تخطيطها وآثارها ومبانيها الشاهقة وشوارعها وجسورها ورياضها وملاهيها.