للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[أول صلاة في الإسلام]

صلاة الركعتين

للدكتور جواد على

جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه كان يخلو وحده بغار حراء شهراً في السنة وكانت هذه الخلوة أحب شيء إلى نفسه. (يتعبد فيها الليالي ذوات العدد ثم يرجع إلى أهله فيتزود لمثلها حتى فجأه الحق). ونزل عليه الوحي. وهى عادة على ما يظهر كانت معروفة عند المتدينين من عرب الجاهلية.

ولم تعين كتب السير والأخبار نوع تلك العبادة ولا كيفيتها ولم ترسم صورة واضحة لتلك العبادة التي كان يقوم بها الرسول في ذلك الغار. (ولم يجيء في الأحاديث التي وقفنا عليها كيفية تعبده عليه الصلاة والسلام) والظاهر أنها خلوة ينقطع فيها النبي عن الناس ويقل اختلاطه في أثنائها بأهله وكانت هذه أحب شيء إلى نفسه لينصرف بدون إزعاج مزعج إلى التفكير في خلق السموات والأرض وحل لغز هذا الوجود).

ونزل عليه الوحي وهو بهذا الغار وفرضت عليه الصلاة مع نزول الوحي عليه مباشرة على رواية أو بعد ذلك بأيام أو بمدة على رواية أخرى. قال ابن أسحق (إن الصلاة حين افترضت على رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل وهو بأعلى مكة فهمز له بعقبه في ناحية الوادي فانفجرت منه عين فتوضأ جبريل عليه السلام ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر إليه ليريه كيف الطهور للصلاة، ثم توضأ رسول الله كما رأى جبريل توضأ، ثم قام به جبريل فصلى به وصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بصلاته ثم انصرف جبريل فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم خديجة فتوضأ لها ليريها كيف الطهور للصلاة كما أراه جبريل فتوضأت كما توضأ لها رسول الله عليه السلام ثم صلى بها رسول الله عليه السلام كما صلى به جبريل فصلت بصلاته).

وهذه الرواية هي رواية ابن أسحق - ولا يفهم منها بأن الصلاة فرضت بنزول الوحي على الرسول مباشرة أي في اليوم الأول من نزول الوحي كما يفهم ذلك من رواية أخرى، وقد أجملت ذكر الصلاة فلم تفصل كما فصل ذلك نافع بن جبير. وقد ذكرت الوضوء وهذا يخالف ما ذهب إليه العلماء من أن الوضوء لم يفرض مع الصلاة مباشرة كما إنه لا يتفق

<<  <  ج:
ص:  >  >>