للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[القصص]

عاصفة في قلب

للأديب يوسف يعقوب حداد

الحب، والأمومة، اتفقنا على الصراع في قلب زوجة. . .

فلماذا تراها فاعلة؟!

كنت قرب النافذة أتلهى بشغل الأبرة، واستروح آخر نسمات الربيع، وألقى على الطريق نظرات متباعدة لعلى أرى طفلي وهما في طريقهما من المدرسة إلى البيت. وفي آخر نظرة لم تقع عيناي على وجهي طفلي، وإنما رأيت زوجي يجتاز آخر مرحلة من الطريق إلى البيت، فألقيت على الساعة نظرة وجلة، فإذا زوجي قد عاد اليوم مبكر بنصف ساعة على غير عادته! واستولى على القلق، فألقيت ما في يدي، وأسرعت إليه خافقة القلب، وسألته - ما بك يا عزيزي؟

فأجابني بصوته الهادئ النبرات - لا شئ.

ولكنه كان يخفي عني الحقيقة، فقد كان وجهه شديد التجهم والانقباض. وحين دلفنا إلى داخل المنزل، جلس (جان) على حافة المقعد، وقال:

- الحقيقة أنني استلمت رسالة اليوم، أثارت اهتمامي. هي من ابن عمتي (دك برنت) ولعلك تتذكرين مقابلتك له في الشمال، يوم كنا نقضي شهر العسل.

فأمنت على قوله - نعم. . . أتذكره جيداً، وقد استلطفته كثيرا. ثم قلت مازحة - كان يؤمئذ يجتاز أخطر أدوار الشباب وقد أولع بي فكان ولعه هذا مصدر سخريتنا منه. لعله اليوم في الرابعة والعشرين. . . أليس كذلك؟!

ولكنه لم يهتم بحديثي، ومضى يقول - استطاع الحصول على عمل في المطار لنا، وأنه يتساءل فيما إذا كنا نقبله عندنا ريثما يجد له مكاناً آخر.

وبدا عليه أنه يسألني رأيي، فقلت له - لم لا؟. لدينا غرف كثيرة، يستطيع أن يشغل إحداها. . . ثم أننا هنا نشكو الوحدة، فلا قريب ولا صديق يزورنا ونزوره فسيخفف عنا (دك) هذه الوحدة. . . والأطفال؟. . تصور وقع الخير عليهم.

<<  <  ج:
ص:  >  >>