للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وسرعان ما أولع الطفلان بدك، وسرعان ما انسجم دك معهما. . . وكثيراً ما كانوا يتحدثون عن الطيران، حتى أصبح كل من في المنزل خبيراً بأموره وما يتعلق به!. . ولكن ولع دك بالطفلين لم يكن أكثر من اهتمامه بي!

ومرت الأيام، فإذا زوجي يتغير. لم يعد يدير دفة الحديث كما كان يفعل من قبل، وبدأ ينفرد بنفسه كثيرا. . . وازداد اهتمامه بالصيد وكان الصيد هوايته المفضلة. وكنا ذات مساء نجلس حول مائدة العشاء، فبدأ الطفلان سلسلة أسئلتهم الساذجة.

قال جاك - كيف كان طيرانك اليوم يا دك؟

- لا بأس به يا عزيزي.

وقال (بل) محدثاً شقيقه - ألم تر مغامرته اليوم فوق بناية المطار؟

فتحدث جان زوجي من بعيد، وقال لبل وفي حديثه الشيء الكثير من العتب واللوم: إذن فقد ذهبت اليوم إلى المطار وقد وعدتني بالأمس ألا تذهب!. . أنسيت أننا اتفقنا على تنسيق طوابع البريد معا؟ فهتف الطفل في أسف قائلا - والله. . . لقد نسيت. . . معذرة يا أبي.

ثم عاد إلى دك يحدثه عن الطيران، فاستطعت أن أرى نظرات الحقد والغضب في عيني زوجي جان!

وصعد جان إلى غرفته لينام، وجلسنا أنا ودك والطفلان نصنع نموذجاً لطائرة دك من الكارتون، ومضى الوقت ونحن لاهون، وشعرت وقتئذ بسعادة الشباب تعود إلى تخدير حواسي مرة أخرى. . .

دك الشاب المرح. . . وهذا العمل الصبياني. . . أعاد إلى ذكريات الشباب.

وسمعت زوجي يقول وهو واقف على باب مخدعه في الطابق الثاني - لقد حان موعد الأطفال. . . الساعة الآن النصف بعد العاشرة!

ثم عاد إلى فراشه. وصعد الطفلان إلى فراشيهما، وبقينا أنا ودك الذي قال لي ضاحكا - ألم يحن موعد نومك أنت الأخرى؟

فضحكت، وأدرت عيني إلى النافذة، فإذا أنا أرى القمر الساطع يتوسط كبد السماء، فخيل إلى القمر يشاركني سعادتي!

قال دك - ألم تجربي الطيران في ليلة مقمرة؟

<<  <  ج:
ص:  >  >>